هل كان لقاء الحريري - باسيل نهاية الشوط في سباق الخلاف على الحصص الوزارية ؟
 

فجأة أصبحت كل الأمور طبيعية لا خلافات ولا أزمات مفتوحة بين المختلفين على حصصهم في الحكومة وما عاد السجال الساخن بين التيارين الحرّ والمستقبل حامياً وقد تبيّن أنه بارد ولطيف في صيف اللقاء الذي جمع الرئيس المكلف بالوزير المكلف و أن لا عراقيل في التشكيل طالما أن لا شروط موضوعة من قبل أي جهة لبنانية ولا تمسك بوزارة دون وزارة وما عادت المملكة العربية السعودية  معطّلة لحكومة التأليف ولا دول أخرى أقلّ شأناً أو أكثر قوّة من السعودية في لبنان، لقد بات الجميع أحباء في حكومة حريرية تتسع لكل الحرائر من الأحزاب الأقوياء الذين يمثلون البلاد بإرادة العباد.

حتى القوّات تعافت واصطلحت مع التيّار الحرّ وغيمة الصيف انقشعت أمام مناخات الصحو القادمة من لقاء الرئيس بالوزير بعد أن فعل غذاء الرئيس نبيه بري فعله في تنشيط الدورة الدموية لدى الرئيس سعد الحريري الذي أسرع في استدعاء الوزير المختص للخلاص من عقد التأليف وباتت العقدة الدرزية مجرد قطبة غير مخفية والحصة السنية متروكة للرئيس الأقوى والتفاهم على وزارات القوّات خطوة متقدمة في مشروع العودة الى وثيقة معراب.

بات كل شيء تام ومنجز ولا خلاف ولا اختلاف بين المسؤوليين الحريصين على سمعة السياسة في لبنان بين الأغراب وما التأخير في التشكيل الاّ من باب  المزيد من الاستشارات بين القوى والمرجعيات لإنجاز حكومة وطنية متصالحة مع نفسها كي تتمكن من معالجة الأزمات المسّنة والتي تعصف بلبنان وكي تتمكن من صرف المساعدات الخارجية بطريقة سليمة كيّ لا تندم الدول المانحة والمدينة من سلوك الحكومة اذا ما أساءت التصرف بأموال المانحين والمُقرضين.

إقرأ أيضًا: حكومة عهد أم حكومة بلد ..؟

هل كان لقاء الحريري - باسيل نهاية الشوط في سباق الخلاف على الحصص الوزارية ؟ سؤال مكترث لحقيقة اللعبة في لبنان بين لاعبين فاشلين في التمثيل باعتبار أن التجربة أكدت استحالة الاستمرار في دوامة الخلافات التي تنشط وفق أجواء وترتاح وفق أجواء أخرى وقد تتيح للسياسيين في لبنان تعكير المناخ أو تمديد الصحو بحسب الطلب الخارجي وبحسب حسابات البعض من أهل السياسة.

من هنا لا جديد في لقاء الحريري - باسيل بقدر ما هو حركة متفق عليها في اللعبة الداخلية لمنح السياسة الطائفية حيوية ما لتحسين صورة السلطة بعد فشلها في الملفات كافة وبعد أن كفر بها المؤمنون بدور الدولة لتحسين شروطهم الاجتماعية . ومن هنا أيضاً نستطيع القول بأن خيارات التفاهم بين أبناء الطبقة السياسية الواحدة هو وليد مصلحة مشتركة كونها تلبي حاجات النخبة الحاكمة وتعطيهم من الخلافات ومن التفاهمات ما يحتاجونه بغية الاستمرار في القيادة كي تبقى أوراق اللعبة ممسوكة ولا إمكانية للتفريط بورقة واحدة مخافة الوقوع في المحظور لأن أي استمرار في الكباش السياسي بين السياسيين سيسمح بخرق سياج الطبقة السياسية ومهما كان سميكاً لأن أماكن الضعف تسمح باحتلالها من قبل المنتهزين لفرض وهن السياسيين من أرباب الطبقة السياسية.

لذا تستعر الخلافات وتهدأ بين روّاد الطبقة السياسية وفق روزنامة عمل مشتركة ومن ضمن حسابات سياسية واحدة سرعان ما تزول أسبابها بمسحة قلم بعد أن يكون الشباك بين المتقاتلين قد ارتفع عدد ضحاياه الى أعداد كبيرة ولا مجال للأمثلة طالما أن يوميات اللبنانيين طافحة بالأمثلة الحيّة لا الميّتة.

غداء فعشاء فحكومة ...