الأمور في إيران تسير باتجاه المواجهة مع الولايات المتحدة، وأن خيار التصدّي والوقوف في وجه الهجمة هو الخيار الأرجح
 

من يعتقد أن حزب الله سيقف مكتوف الأيدي وهو يشاهد الجمهورية الإسلامية في إيران  تغرق في مشاكلها السياسية والاقتصادية فهو متوهم حتماً، فاذا كان نظام الأسد البعيد كل البعد عن معتقدات الحزب وفكره الديني والمذهبي، ومع ذلك الحزب لم يبخل في سبيل حمايته واستمراره على تقديم الغالي والنفيس، وقدّم لذلك آلاف الشهداء بينهم قادة ميدانيين وشباب بعمر الورد تحت مسمى واحد هو أن هذا النظام يشكّل حلقة الربط والممر الإجباري بينه وبين إيران، فما بالك الآن وإيران نفسها تتعرّض لما تتعرّض إليه من هجمة أميركية شرسة وضعت النظام فيها على مشارف التهديد الوجودي.

فالحديث في مثل هذه الحالة، ليس هو إن كان حزب الله في وارد لعب دور دفاعي أو لاء، وانما هو عن طبيعة الدور المطلوب من الحزب، كيفيته، ميدانه، حجمه، والكثير من هذه التفاصيل، التي قد تبدأ بالسياسة وتشكيل الحكومة بلبنان ولا تتوقف عند إستعمال قوته العسكرية والأمنية وإفراغ كل ما في جعبته من إمكانيات هي أصلاً أُسّست لهذا الدور وهذه الوظيفة.

إقرأ أيضًا: شرعًا، يجب على نواب حزب الله تقديم إستقالاتهم

واضح أن الأمور في إيران تسير باتجاه المواجهة مع الولايات المتحدة، وأن خيار التصدّي والوقوف في وجه الهجمة هو الخيار الأرجح، وهذا ما كان عبّر عنه علاء الدين بروجردي، أحد قادة المحافظين وعضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في مجلس النواب الإيراني ورئيسها السابق، بالرد على مقترح روحاني، قائلاً: "إنه لا حاجة إلى إجراء استفتاء عام حول موضوع حدّد خامنئي سياسة البلاد لكيفية التعاطي معه، وإن سياسة الجمهورية الإسلامية تجاه الولايات المتحدة واضحة ومعلنة، وإنها لا تحتاج أي تغيير. وأوضح أن سياسة بلاده تجاه أمريكا هي منطقية لأن واشنطن هي العدو اللدود لطهران".

قد يكون من المبكر الكلام في هذا السياق عن فتح جبهة الجنوب اللبناني مع العدو الإسرائيلي، وإن كان غير مستبعد بالخصوص بعد إقفال جبهة الجنوب السوري بقرار روسي حاسم، ونجاح المبادرة المصرية على خط حماس بالتوصل إلى تهدئة طويلة المدى بين الطرفين، إلا أن هذا لا يعني بأن هكذا خيار غير مطروح أو غير وارد في أي لحظة إذا ما إرتأى  الولي الفقيه ذلك. 

حمى الله لبنان.