الشيخ فادي حجازي لموقع لبنان الجديد : أُعلمنا أن حالة الطفلة مستقرّة و الفحوصات ما زالت مستمرّة لكشف أسباب هذه العوارض ليأتي بعدها المُمرّض ومُساعده لإبلاغنا بأنّ ليّان قدّ توفيّت بعد ٤ ذبحات قلبيّة
 

تزداد الأخطاء الطبّية في بعض مستشفيات لبنان، التي تكشف مدى الإستهتار بحياة الناس وغياب الرقابة عنها، لاسيّما وأنّ أصحابها لا يعرفون من المهنة ورسالتها غير الربح الماديّ حتى أنّهم أصبحوا يُشكّلون عصابات وأضحت مداخل الطوارئ فيها ملتقى الموت البطيء. 

 

فُجعت بلدة "معركة" الجنوبيّة، بوفاة فقيدة الطفولة المرحومة ليان حسن حجازي ( 4 سنوات)، حفيدة المربّي الأستاذ أحمد حجازي والتي دخلت إلى مستشفى جبل عامل اثر حالة تسمّم واضحة العوارض، و لم تلبث ان فارقت الحياة بعد اقل من ١٤ ساعة تاركةً وراءها علامات استفهام كثيرة. 

 

وللوقوف على تفاصيل الحادثة الأليمة التي وقعت، كان لـِ موقع "لبنان الجديد" مُقابلة هاتفيّة مع عمّ الفقيدة الشيخ فادي حجازي:" طفلتنا الغالية ليان بدأت بالبكاء فجأة بعد أن كانت بحالة طبيعيّة جدًّا و بعد التعرّق الكثير الّذي أصابها، غابت الصّغيرة عن الوعي فما كان من أهلها إلّا أنّ نقلوها إلى مستشفى جبل عامل الطبّي بمساعدة سيّارة اسعاف البلدة".

 

 

إقرأ أيضا : الناشطة يارا شهيب أيقونة الحرية في جبل لبنان: باسيل يرفع دعوى قضائية عليها

 

وتابع الشيخ فادي حجازي:" تمّ إدخال ليان إلى غرفة الطوارئ حيثُ بقيت من الساعة الثامنة لغاية الحادية عشرة، ورجّح الأطباء أن يكون تسممًا، و عندَ سؤالنا عن امكانيّة تناولها لأيّ مادّة سامّة أجبنا أننا قمنا برش المنطقة ضد الحشرات و ذلك قبل وقوع الحادث ب ٢٠ يوم" .

 

من هنا يتّضح أنّ أصحاب الإختصاص ما يزالون غير مؤهّلين للتمييز بين عوارض التسمّم عبر الوقت أو الصّدمة (اللدغة) ...فما يثير التساؤلات و يؤكّد إهمال المستشفى هو أنّ  المدّة كفيلة لتنفي احتماليّة تأثير سمّ الرش و كونها سبب الوفاة..

 

وقال:" خلال تواجدها في الطوارئ خلال كلّ هذه الفترة أبلغنا المسؤولون أنّهم سارعوا إلى إعطائها جرعة ضد التسمّم و لم يتمّ إستدعاء الأهل بعدها إلّا لـِ دفع مبلغ 600.000 ليرة لبنانيّة للقيام بفحص السحايا؛ و هذا يتناقض كلّيًّا مع نظريّة التسمّم".

 

وأكمل "أُعلمنا أن حالة الطفلة مستقرّة و الفحوصات ما زالت مستمرّة لكشف أسباب هذه العوارض ليأتي بعدها المُمرّض ومُساعده لإبلاغنا بأنّ ليّان قدّ توفيّت بعد ٤ ذبحات قلبيّة و التهابات في الروايا نتيجة التسمّم من سم المبيد الحشري."

 

وقال العمّ المفجوع، بغصّةٍ:" وجدنا فيما بعد "عقرب" مكان الحادث، و أثر اللّدغة كان بادٍ على جسدها قبل الدّفن، فكيف يبرّر أصحاب الإختصاص هذا الخطأ الفادح؟؟!! هذا و قد رجّح أحد الدكاترة المقرّبين أن يكون هناك خطأ في إعطاء جرعة الدّواء المضاد مما أدّى إلى هذه المضاعفات" .

 

في وطنٍ ضاعت فيه أبسط حقوق الناس وأصبحت حياة المواطن رخيصة، والأرواح ألعوبة بين أيادي لا ترحم ولا تفهم سوى بلغة المال.

 

يُشار إلى أنّه في السنوات الماضية وقعت خلافات بين الشركاء الأربعة على ملكيّة المستشفى، حيث دارت بينهم إتهامات بالاختلاس والسرقة ، حتى وصلت أخيراً إلى القضاء الذي وضع يده على المؤسسة لحمايتها من الإنهيار من أجل المصلحة العامة.

 

لذا يجبُ حثّ إدارة المستشفيات على العناية بأرواح الناس، وإبعاد سيادة المنطق التجاري على القطاع الطبي عموماً، حيث يتصرّف الطبيب على أنّه موظف أو تاجر أو جامع ثروات، وليس ذا رسالة إنسانيّة ورحمة واسعة.