من هنا نعلم كيف إستطاعت الجماعات المسلّحة في سورية والعراق وباقي الدول من إقناع أفرادها بالموت والإنتحار وتقديم أنفسهم دون تردّد
 

النمل هو من الكائنات المتطابقة جينياً، فلا معنى لوجود الفرد منهم، إنّما الأساس هو المملكة والملكة وهذا ما يُسهّل على الفرد منهم التضحية لأجل المجموعة.

 

الملكة هي المسؤولة عن التكاثر بإفرازها موادً كيميائية تحدد للبيوض هويتهم وتبعيتهم. والنمل يتعرف على بعضه البعض إن كان عدوّاً أم صديقاً من خلال هذه البصمة الكيميائية. يقوم النمل بالإغارة على المملكات الأخرى، يأخذ بيضها ويقتل العسكر فقط دون العمّال، وذلك بهدف تركهم يعملون للإستفادة  منهم في الغارة القادمة. أمّا البيوض فيأخذونها لتقوم الملكة بإفراز المواد الكيميائية فعندها يولدون مع البصمة الكيميائية التي تجعلهم تابعين لمن سرقهم فيعيشون حياتهم دون علمهم أنهم أسرى هذه المملكة.

 

إقرأ أيضا : أَيُّهَا السياسيون في لبنان !

 

بعد هذه المعلومة تُصبح عمليّة تفكيك التبعيّة والموت في سبيل الزعيم سهلة المعرفة والإدراك، ولكن من المؤكد أن الزعيم لا يقوم بتجميع الأجنّة أو الأطفال وهم صغار ليضخّهم بالمواد الكيميائية، إنما العملية هي عمليّة تلقين وإجتماعات وندوات والتشديد على بثّ أفكار ونهج معيّن بشكل مكثّف وإقامة الحلقات التدريسية وشدّ العلاقة بين المجموعات، ليُصبح عندها لديهم جيش من الشباب الإنتحاري المُضحّي بنفسه لأجل الزعيم وبقاء الزعيم وإستمرار "فكرة" الزعيم. 

 

من هنا نعلم كيف إستطاعت الجماعات المسلّحة في سورية والعراق وباقي الدول من إقناع أفرادها بالموت والإنتحار وتقديم أنفسهم دون تردّد.