تغريدة جنبلاط هي من أخطر التغريدات التي أطلقها في السنوات الأخيرة
 

هانومان هو قائد القردة في الشعر الملحمي الهندي، الرامايانا. هانومان الذي قاد جيش القردة الذين يقاتلون من أجل البطل راما، وتقول أحداث القصة أن الإله راما تخاصم مع الإله راون، ولكي ينتقم راون من راما اختطف زوجته الاله سيتا الجميلة، وأخذها إلى جزيرة سريلانكا أو سيلان، لكن القرد هانومان أخذته الغيرة لراما، فراح يركض، واخترق البحر حتى وصل إلى جزيرة سيلان ووضع سيتا زوجة راما على ظهره، ثم عاد بها إلى راما... ومعبد القرد هانومان موجود في مدينة لكنو عاصمة ولاية اترايراديش التي معنى اسمها الولاية الشمالية. 

فإذا كان للقرد هذه المكانة العظيمة عند بعض الحضارات لدرجة العبادة، إلا أنّه في حضارتنا الإسلامية والعربية هو كائن ممسوخ ومكروه شيمه الغدر والخداع واللؤم.

وهذا تماماً ما قصده رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط في خطابه الشهير في ساحة الحرية عام 2006 عندما توجّه بكلامه إلى "طاغية دمشق" واصفاً إيّاه "بالقرد الذي لم تعرفه الطبيعة" ... هذه المرحلة التصعيدية بين المختارة ودمشق كنا ظننا أنها إنتهت في 2010 عندما زار وليد بك دمشق والتقى مجدداً بالرئيس السوري، واستمر هذا التساكن طيلة الفترة السابقة بالرغم من كل الأحداث التي عصفت بسوريا.

إقرأ أيضًا: اترك قمرنا يا حوت

بالأمس، أعاد وليد جنبلاط إحياء ذكرى "خطاب القرد" من خلال تغريدة له استغل فيها زلة رئيس الجمهورية ميشال عون عندما أطلق خطأً تسمية دورة الضباط "فجر القرود" بدل "فجر الجرود"، ومن المؤكد أن التذكير بذاك الخطاب التاريخي لم يكن فقط من باب الصدفة أو حضور القرد والقرود، وإنما هو إستحضار سياسي بامتياز يُراد به إعلان إعادة الإصطفاف لزعيم المختارة بالموقع المعادي لبشار الأسد والمحور السوري الإيراني.

يمكن القول بأن هذه التغريدة هي من  أخطر التغريدات التي أطلقها جنبلاط في السنوات الأخيرة، واذا ما اعتمدنا الرادار الجنبلاطي في تحديد موازين القوى وما ينتظر المنطقة من تحولات يدور معها كيفما مالت الغلبة، فيمكننا القول أن وليد جنبلاط  يقرأ بأن الأمور ذاهبة إلى غير ما يحاول محور الممانعة تأكيده يومياً بأنه قاب قوسين أو أدنى من إعلان إنتصاره.

وان كل هذا الضجيج المفتعل عن انجازات ميدانية لجيش بشار على الساحة السورية، يُقابله ضجيج هبوط التومان الإيراني وصراخ المتظاهرين في المدن الإيرانية وهي عند جنبلاط أعلى صوتاً وأكثر وقعاً وأثراً.

وعليه ، إذا كان النظام الإيراني في أسوأ حالاته فهذا يعني باعتقاده أن الأسد سيغدو قريباً جداً مجرد "قرد"، وتشكيل الحكومة عندنا ستبقى متعثّرة إلى ذلك الحين  .