من بلاد الغربة يعودون إلى لبنان توابيت، هكذا يُقتل المغتربين اللبنانيين
 

من موت الفقر والحياة المعيشية الصعبة وقلة فرص العمل هربوا، وإلى موت الغربة رحلوا؛ هي رحلة الموت الحي حيناً والموت المؤبد حيناً آخر، ففي الغربة يعيش المغترب موت الفراق والوحدة إلى أن يلقى حتفه بالموت قتلاً بسبب أو من دون سبب... عشرات المغتربين اللبنانيين يموتون في بلاد الإغتراب دون أن تسأل الدولة اللبنانية عن الأسباب أو تطالب بحق مواطن مُنح جنسيتها يوماً، ولا يكفي ما طبعه الواقع اللبناني على مستقبل هؤلاء فارضاً عليهم حياة غربة مظلمة بعيداً عن أهاليهم لسنوات طويلة، إلا أنهم يموتون ألف مرة قبل أن تُطلق في وجوههم رصاصة رخيصة لأتفه الأسباب!

يتكرّر مسلسل موت المغتربين اللبنانيين في كل عام، وهذا العام سمعنا عن شباب لبنانيين قُتلوا لأسباب مجهولة، أغلبها بهدف السرقة، وفي شهر آذار من هذا العام قُتل المغترب أحمد صفي الدين خلال عملية سطو مسلح استهدفته لدى نقله مبلغاً من المال من أحد المصارف في غانا (غرب أفريقيا)، فعاد أحمد إلى لبنان ليودع أهله الوداع الأخير، أما عن دور الدولة "فغاب الوجود الفعلي والمؤازرة العاطفية لعائلة الفقيد، والتي من المفترض أنها تتعلق بواجبات الدولة" كما قالت إبنته لموقع "لبنان الجديد"، مشيرةً إلى "بطء واضح وتقصير من قبل الدولة فيما يخص إجراءات الوفاة"، قائلة: "في لبنان يوجد دولة، لكن خالية من حس الوطن".

إقرأ أيضاً: عيدك اليوم، وبكل يوم إنتَ الأمن إلنا

وقبل حادثة صفي الدين قُتل الشاب اللبناني هشام مراد في غرونوبل الفرنسية حيث يدرس في جامعة علوم الفيزياء النووية، علماً أنه من المتفوقين في جامعته، وعدا عن مراد، قُتل أيضاً الشاب حسن خير الدين في إحدى الجامعات الكنديّة....

أما يوم أمس الأربعاء، فُجعت مدينة صور بوفاة الشاب بدر حلاق، اثر حادث أليم في مدينة ملبورن الإسترالية، حيث وُجد "جسداً بلا روح"، كما قال قريبه نقلاً عن صحيفة "النهار"، مضيفاً "نحن بانتظار تقرير الطبيب الشرعي وانتهاء التحقيق، لتتّضح الصورة ونعلم أنّ نهايته كانت برصاصة في الحديقة"، وفي المقابل أفادت مواقع إخبارية في مدينة صور أن "الشاب حلاق توفي اثر حادث أليم وليس كما ذُكر في السابق باطلاق نار" على حد قولها.

لاشك أن الدولة اللبنانية عاجزة عن تلبية حاجات سكانها في الداخل، فكيف إن كان الحال خارج لبنان وحماية مغتربيه، وهنا تقع المسؤولية الكبرى على الدولة لاسيما وزارة الخارجية والمغتربين، التي تقر أنه من ضمن مهامها "تولّي شؤون سياسة لبنان الخارجية من إعداد وتنسيق وتنفيذ، ورعاية أمور المغتربين، والإهتمام في رعايا وحماية الرعايا" على أن تزيد من إهتماماتها لتشمل حماية المغتربين ومساعدة عائلاتهم في حالات الوفاة، ومعرفة أسباب مقتل المغتربين!