ميقاتي مكروهٌ شعبياً. والمشنوق أقرب إلى السراي من أيّ وقت مضى. يبقى الإخراج
 

"نهاد المشنوق قال له السعودي حين زار جدّة إنّه غير موجود في المشهد حالياً، لكنه سيكون موجوداً في المستقبل"، هذا ما قاله سالم زهران قبل أسبوعين على شاشة LBCI، تحديداً يوم السبت في 21 تموز 2018... كان ذلك قبل أن "تُفتح" الردّة على "انتهاء زمن النأي بالنفس"، في مانشيت جريدة "الأخبار" صباح الإثنين 23 تموز 2018.

لم يتنهِ تموز إلا وكان الهجوم على الرئيس المكلّف سعد الحريري قد بلغ أوجّه، إذ قال في دردشة مع الصحافيين: "من المستحيل أن أزور سوريا لا في وقت قريب ولا بعيد.حتى وإن انقلبت كل المعادلات. وإذا اقتضت مصلحة لبنان ذلك فساعتها بتشوفولكم حدا تاني غيري".

ردّ عليه وئام وهاب: "لن يذهب إلى سوريا إلا إذا أمره الأمير محمد بن سلمان كم أمره العام 2010 الملك عبد الله. يا دولة الرئيس اشتغل ع قدّك وشكّل الحكومة وحلّ بعض المشاكل شو بدّك بلعبة الكبار نحن مش قدّها".

أما جميل السيد فقال: "إذا اقتضت مصلحة لبنان فواجبك أن تزور سوريا. الدولة أصول، مش يوم من تحت ويوم بالتخت". 

فيما سالم زهران قال: "يتمنّعنَ وهنّ بإعادة الإعمار راغبات، والفرقة الرابعة لهنّ بالمرصاد".

... لا ننسى أنّه خلال مقابلة زهران نفسها، مع مالك الشريف على LBCI، هاجم الرئيس نجيب ميقاتي، واتّهمه بأنّه يعتدي على أموال الفقراء باستدانة عشرات ملايين الدولارات مدعومة من مصرف لبنان، من أمام طالبي قروض الإسكان، من أفقر فقراء لبنان، وطالب بمحاسبته.

إقرأ أيضًا: إيران أمام منعطف خطير هل ينجح الحرس في إسقاط الرئيس؟

قبلها وبعدها تحليلات كثيرة ذهبت إلى أنّ الرئيس الحريري قد لا يكون رجل المرحلة المقبلة. السعوديون الذين قرّروا التعايش مع بقاء بشار الأسد، يريدون أن يقبضوا في اليمن، وأن يدفعوا في لبنان. وهم يعتبرون أنّ شخصيتين فقط لا غير يمكن أن تدير واحدة منهما المرحلة المقبلة في لبنان.

الأوّل هو الرئيس نجيب ميقاتي، صديق الأسد، مع شقيقه طه الأقرب منه إلى الأسد. لكنّ مشكلة ميقاتي أنّه خصم الحريرية السياسية منذ عشر سنوات، وشارك في إسقاط حكومة الحريري الأولى وجاء على متن "القمصان السود".

وهو خارج "المزاج السنّي" بشكل عام.

أما الثاني فهو الوزير نهاد المشنوق، مستشار الرئيس رفيق الحريري لعقدين، والنائب عن بيروت في انتخابات 2009، والناجح في انتخابات 2018 رغم "طعنات" ماكينة سعد الحريري. وخلال أزمة الرئيس سعد الحريري بالسعودية، خاطر بمستقبله السياسي قائلاً: "نحنا مش غنم"، ورفض شطب سعد الحريري من المعادلة السياسية. والمشنوق جزء من "المزاج السنّي"، في بيروت وخارجها، وأحد صقور 14 آذار.

بعد رحلته الأخيرة إلى السعودية، عاد المشنوق مرتاحاً، ونقل صحافيون عنه إنّه بات قريباً من حسم خياره بالخروج من كتلة المستقبل، والبقاء تحت سقف الحريرية السياسية.

الرئيس سعد الحريري  بات قريباً من الاعتذار. التنسيق مع النظام السوري بات أولوية لدى قوى الممانعة، والتسوية الآتية إلى المنطقة، من اليمن إلى العراق وسوريا وصولاً إلى لبنان، قد تتطلّب رجلاً أكثر مرونة، وأكثر حنكةً، وأكثر قدرة على تدوير الزوايا، وعلى إدارة الأزمة.

ميقاتي "مكروهٌ" شعبياً. والمشنوق أقرب إلى السراي من أيّ وقت مضى. يبقى الإخراج. ويبدو أنّ وهاب وزهران والسيّد هم أوّل الغيث...