هل يقبل ترامب بالعودة إلى إتفاق عبّر عنه بأسوء إتفاق في تاريخ بلاده؟
 

كما توقّع موقع لبنان الجديد مراراً فإن الرئيس الأميركي دونالد ترامب ليس لديه أية عقدة للتفاوض مع إيران وأن تشديده تجاه إيران لم يهدف إلى إسقاط النظام بل إلى إجباره إلى التفاوض، أعلن خلال مؤتمر صحفي بالبيت الأبيض أنه مستعد للإجتماع مع الزعماء الإيرانيين بدون شروط مسبقة لبحث سبل تحسين العلاقات بعد إنسحاب الولايات المتحدة الأميركية من الإتفاق النووي وقال: "إذا كانوا يريدون اللقاء فسوف نلتقي".

وعندما سئل ان مستعدا للاجتماع مع الرئيس الإيراني حسن روحاني قال ترامب "سألتقي بالتأكيد مع إيران إذا أرادوا الاجتماع وقال أنه سيطلب عدم شروط مسبقة."

أسلوب الرئيس في الدبلوماسية هو نفس أسلوب الوسطاء العقاريين الذين يشدّدون ويخوّفون ويرفعون الأسعار ثم يفتحون مخرجاً ويخففون حتى تتم الصفقة. 

هذا الأسلوب الطفولي الذي انتهجه ترامب ليس خافيا على المسؤولين الإيرانيين. 

إقرأ أيضًا: معاهدة الصداقة بين إيران وأمريكا سارية المفعول!

ثم إن تأكيد ترامب على أنه ليس لديه شروط مسبقة بحد ذاته لا يعني شيئا. ذلك لأن شروطه قد تحققت في الماضي عندما أطلق رصاص الرحمة على الإتفاق النووي وأجبر العالم بقطع العلاقات الاقتصادية مع طهران، فهل بقي شيء لم يفعله ترامب؟ 

ثم إن ترامب فرض الحظر على كل ما في إيران بشراً وحجراً وشجراً ومنها طائرة الرئيس حسن روحاني التي تعرّضت للعقوبات فكيف يطالب ترامب بالاجتماع مع روحاني وهو منع جميع بلدان العالم من بيع الوقود لطائرة روحاني؟ 

ومما يجعل تحقيق التفاوض بين الرئيسين مستحيلاً هو رفض ترامب أي شروط مسبقة إيرانية بينما إيران يحق لها أن تضع شروطاً مسبقة لأن التفاوض بحاجة إلى الهدنة ووقف إطلاق النار، وطالما لم ينسحب ترامب عن انسحابه من الإتفاق النووي فإن الأفق لعقد أي إجتماع مسدود.

وجاء أول ردّ على ترامب على لسان مسؤول المكتب السياسي السابق للرئيس روحاني الذي اعتبر أن التفاوض أسلوب لحل  الخلافات ولكنه بحاجة إلى إحترام إرادة الشعب الإيراني وتخفيف العداء تجاهه وعودة الولايات المتحدة إلى الإتفاق النووي. 

إن الإتفاق النووي يُشكّل البيت القصيد عند إيران، فهل يقبل ترامب بالعودة إلى إتفاق عبّر عنه بأسوء إتفاق في تاريخ بلاده؟