هل سنُشاهد ترامب في طهران قريباً ؟!
 

 

لم يكن مفاجئاً ما جاء بالمؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبه كونتي في البيت الأبيض، وصرّح فيه عن إستعداده للقاء المسؤولين الإيرانيين وقال ترامب، رداً على سؤال عن مدى استعداده للقاء الرئيس الإيراني حسن روحاني، "أنا أؤمن باللقاءات، خصوصاً فيما يتعلق بالحروب" مضيفًا "لا شيء خاطئ في أن نجتمع".

 

فالمُتتبع للسياسات الأميركية مع خصومها يُدرك أنها تعتمد معهم اللعب على حافة الهاوية، وأنها غير معنية بإسقاط الأنظمة مهما كانت درجة الخصومة وأن كل ما تُحاول الوصول له معها هو تطويعها للسير في خدمة مصالحها وتنفيذ سياساتها من غير وجود لأي رغبة إنتقامية مهما كان تاريخ الصراع بينهما ( على الطريقة العربية ) .

 

هذا تماماً ما حصل مع كوبا، الخصم التاريخي لأميركا والجار اللدود التي كاد الصراع معها يُوصل لحرب عالمية أيام الإتحاد السوفياتي وما عُرف يومها بأزمة الصواريخ أو أزمة الكاريبي 1962 واستمر الحصار الأميركي على الجزيرة الكوبية طيلة عقود وازداد ضراوة عليها وعلى إقتصادها مع إنهيار الإتحاد السوفياتي الداعم الأساسي لها، ومع تدهور الأحوال في فنزويلا التي كانت تُزودها بالنفط شبه المجاني وصلت الأمور إلى الحدود القصوى.

في هذه الأثناء تحديداً حيث أصبح متوسط الأجر الشهري في كوبا إلى 334 بيزو ( 16,70 دولار ) والإقتصاد الكوبي على شفير التهافت،مع تأكيد خبراء بأن المدة الزمنية كانت لا تتعدى الثلاثة أشهر على وقوع كوبا بالكارثة ، في هذه اللحظات أعلن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما الإنفتاح  التاريخي وزيارة هافانا .

 

إقرأ أيضا : ترامب: مستعد للاجتماع مع الإيرانيين بدون شروط مسبقة

 

 

قيل يومها، أن إنفجار الأوضاع بكوبا سيُسبّب بكارثة بشرية على أميركا وبأمواج من اللاجئين الكوبيين سيصلون إلى شواطئء فلوريدا سباحة لقرب المسافة .

 

وبالعودة إلى تصريح ترامب أعلاه ، فإن رغبته للقاء المسؤولين الإيرانيين قد يصبّ بنفس الإتجاه، فإذا كانت كوبا بقربها من شواطئ ميامي تُشكل خطراً على أميركا حال إنهيارها، فإن إيران تُعد أقرب إلى الكثير من المصالح الأميركية في الخليج والمنطقة. وإذا علمنا بأن التومان الإيراني قد وصل إلى مستويات غير مسبوقة أمام الدولار وأن الوضع الإقتصادي والإجتماعي في إيران هو قاب قوسين أو أدنى من الإنفجار الكبير، يُمكن أن نفهم  بعد ذلك تصريح ترامب ورغبته  بلقاء القادة الإيرانيين ليبقى السؤال الأهم : هل سنُشاهد  ترامب في طهران قريباً ؟؟؟!!