هل تُحلّ أزمة تشكيل الحكومة بعد عودة باسيل من واشنطن ؟
 

 

 شهران مرّا على التكليف ،وما زال التأليف في عنق الزجاجة ، لكن ثمة أمراً ما برز وكأنه يُوحي بإمكانية قرب ولادة الحكومة العتيدة . 

 

من المؤشرات الداخلية التي تنم عن شكل من التفاؤل الحذر حول موضوع تشكيل الحكومة ، الإجتماع الذي عقد في قصر بعبدا بين فخامة رئيس الجمهورية ميشال عون ودولة الرئيس المكلّف سعد الحريري والذي كان لافتاً بجديته لناحية الوقت الذي استغرقه ،وهي المرّة الأولى التي يستغرق فيها هذا الوقت الطويل

مع التأكيد على عقد سلسلة لقاءات بغية حلحلة العُقد والعقبات التي تعترض عملية التأليف . 

 

ومن ناحية أخرى على مستوى المؤشرات الخارجية حيث أكدت بعض المصادر المطلعة ، أن هناك ترقباً دولياً لتأليف الحكومة الجديدة في لبنان، وأن الخطة الروسية لعودة النازحين السوريين الى بلادهم لن تُنفّذ بغياب حكومة جديدة، لإعتبارات لها علاقة بإدارة الملف لبنانياً، والحاجة الى اتخاذ خطوات مالية وسياسية مرتبطة بتنفيذ الخطة الروسية. وأضافت المصادر أن العواصم تنتظر الحكومة الجديدة أيضاً  لحسم مسار تنفيذ مؤتمر "سيدر واحد"، عدا عن الحاجة اللبنانية لعقد جلسات لمجلس الوزراء الجديد حول مسألة القروض المدعومة، وإلاّ سيكون لبنان أمام انهيار مالي.

 

وقالت المصادر إن تأخير التأليف لا يتحمّل مسؤوليته الرئيس المكلّف به، بل القوى التي تضع العصيّ والمطبات أمام ولادة الحكومة العتيدة، وهي القوى نفسها التي تُعطي الأولوية لمصلحتها على حساب المصلحة العامة، حتى بات المقعد الوزاري عندها أهم من مصلحة البلد. ولكن المصادر نفسها راهنت على الوعي السياسي اللبناني الذي سيدفع بإتجاه التكليف خلال أيام قليلة جدا، ومن دون تأخير إضافي. 

 

ومن المؤشرات على أنَّ الأجواء إيجابية وأنَّ الأمور تتجه إلى حلحلة، أنَّ مشاورات واتصالات جديدة قد تزخَّمت وأنَّ هناك عدة مقترحات لحل العقدتين الدرزية والمسيحية، من دون أن يتم الإفصاح عن كيفية حلّ هاتين العقدتين، مع كثرة الحديث عن استعراض عدّة صيغ حكومية وما يمكن أن يطرأ عليها من بدائل. 

 

ومن المؤشِّرات إلى وجوب الإسراع في تشكيل الحكومة، أنَّ الأوضاع الإقتصادية والإجتماعية الصعبة التي تمرُّ بها البلاد باتت تحتاج أكثر من أيِّ يوم مضى إلى حكومة مكتملة الأوصاف، ليتمكَّن لبنان من الإيفاء بالتزاماته الدولية ولا سيَّما مقررات المؤتمرات الثلاثة، أي بروكسيل وروما وسيدر.

 

إقرأ أيضا : بانوراما لبنان الجديد : تراجع التفاؤل بتشكيل الحكومة

 

 

ولكن على رغم الإيجابيات التي استجدت، فإنَّ غياب الوزير جبران باسيل عن لبنان لما يقارب الأسبوع، يعكس استمرار المأزق المتصل بالتأليف، بعدما ظهر بوضوح أنَّ الهوّة كبيرة بين طروحات الرئيس المكلف ورئيس التيار الوطني الحر، خصوصاً بعدما جرى الحديث عن أنَّ الوزير باسيل يريد الثلث المعطل في الحكومة.  

 

لكن في المقابل، هناك مَن يتحدّث عن أنَّ التشكيلة الحكومية بلغت مرحلة توزيع الحصص والحقائب على الكتل والقوى، من دون الدخول في تفاصيل الأسماء. لكن كل ذلك يبقى رهناً بما سيحصل بعد عودة الوزير جبران باسيل من واشنطن ، وعندها يمكن الحديث عن الدخول في آخر مراحل النقاش إذا ما نضجت طبخة التشكيل. 

 

الأمر الذي يُبقي الأبواب مواربة مع المزيد من التفاؤل الحذر .