مفجرون انتحاريون يستهدفون أهداف في مدينة السويداء ويشنون غارات متزامنة على القرى المجاورة
 

قُتل أكثر من 200 شخص في هجوم مفاجىء وحشي من جانب تنظيم الدولة الإسلامية في سوريا الذي تضمّن عدّة تفجيرات انتحاريّة وغارات متزامنة هاجم فيها المسلحون القرى وذبحوا المدنيين.

استهدفت الهجمات يوم الأربعاء مدينة السويداء والبلدات والقرى المجاورة في جنوب غرب سوريا - المناطق التي كان يسكنها في الغالب أفراد من الطائفة الدرزية، والتي كانت تحت سيطرة الحكومة اسمياً لكنها بقيت خارج نطاق السيطرة إلى حد كبير. القتال الذي دمر الكثير من البلاد على مدى السنوات السبع الماضية.

وقال مدير الصحة في محافظة السويداء إنّ 215 شخصًا قد قُتلوا في الهجوم. وفي وقت سابق قال المرصد السوري لحقوق الانسان وهو مراقب للحرب ان عدد القتلى بلغ 156 شخصًا على الاقل وقال صحفيون محليون ان العدد بلغ 175 على الاقل.

ويعتقد أن المسلحين خطفوا عشرات الأشخاص وعادوا إلى مخابئهم.وقالت المصادر المحلية إن الهجمات بدأت في وقت متزامن تقريبًا في الساعات الأولى من يوم الأربعاء، بين الساعة 3.50 صباحا والساعة 4.30 صباحًا."هاجموا المنازل في هجوم منسق. لقد ضربوا الأبواب، ثمّ دخلوا المنازل وقتلوا الناس هناك "، يقول عاهد مراد، صحفي من السويداء. "سقط الكثير من الضحايا قبل إطلاق أي رصاصة لأنّهم كانوا يذهبون إلى المنازل ويذبحون الناس في صمت، عند الفجر، دون أن يدرك أحد".

أعلنت داعش مسؤوليتها عن الهجوم، الذي تطور إلى اشتباكات مسلحة مع ميليشيات محليّة. كما شنّت الجماعة الإرهابية هجومين انتحاريين على العاصمة الإقليمية السويداء.

وقالت وسائل إعلام حكوميّة سوريّة إن القوات الحكومية قتلت اثنين من الانتحاريين قبل أن يتمكنوا من تفجير انفسهم.

كان الهجوم من أكثر الهجمات دمويّة في السويداء والمناطق التي تسيطر عليها الحكومة في الأشهر الأخيرة. حدث ذلك مع استمرار حكومة بشار الأسد في شن حملة في محافظة درعا المجاورة لاستعادة السيطرة على كل جنوب سوريا.

ما زالت داعش تسيطر على قطعة أرض في درعا في وادي نهر اليرموك، بالقرب من الحدود مع مرتفعات الجولان التي تحتلها إسرائيل. وكانت المنطقة هدفا لضربات جوية لا هوادة فيها على مدى الأيام القليلة الماضية لإجبار المتمردين على الاستسلام.

وقد يكون المقاتلون الذين نفذوا الهجمات قد خرجوا من منطقة تسيطر عليها داعش في الصحراء الشرقية في سوريا، حيث وصل المزيد من المقاتلين في شهر مايو من الضواحي الجنوبية لدمشق بعد هجوم حكومي أجبرهم على الاستسلام.

وشهد المسلحون الذين كانوا يسيطرون على ما يقرب من نصف مساحة الأراضي في سوريا في عام 2015 أن الأراضي الواقعة تحت قيادتهم تتقلص في ظل حملات منسقة من قبل التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة وقوات الحكومة السورية خلال العام الماضي. لكنّهم ما زالوا يشكلون خطراً قوياً من خلال الهجمات الفردية والغارات المنسقة بين الحين والآخر حيث يواصلون القيام بتمرد من مخابئهم المتبقية.

وقالت المفوضية الأوروبية لحقوق الإنسان إن القوات الحكومية قاتلت الجهاديين الذين اقتحموا القرى من شمال شرق المدينة.

وكذلك قالت وسائل إعلام حكومية إن القوات الجوية قصفت مخابئ المتشددين شمال شرقي المدينة مضيفًا أن الهدوء ساد في الغالب في المنطقة لكن المخاوف لا تزال قائمة أن المتشددين قد يشنون غارات متابعة.

أدان منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا الهجوم، قائلاً إن المدنيين والبنية التحتية المدنية يجب حمايتهم وتجنيبهم "عبء العنف والصراع أينما كانوا".


ترجمة وفاء العريضي

بقلم كريم شاهين نقلًا عن ذا غارديان