أين نوّاب المنطقة منذ ١٩٩٢ حتى اليوم؟ ماذا قدموا من مشاريع لهذه المنطقة ؟ ومن كان يحمي التجّار وأصحاب الخوّات؟ من هو الذي لم يكترث لهذه التراكمات حتى وصلت إلى ما وصلت اليه الأمور؟
 

بعلبك، ضحيّة تبلغ من العمر ستة وعشرون عام. 

ماذا تتوقعون من الإهمال والنسيان أن يُخرّج؟ ماذا كنتم تتوقعون أن يحصل في منطقة لا حياة فيها، ولا إنماء ولا خدمات؟ منطقة معدومة من الحياة تتخبط بما تبقى منها وتلفظ أنفاسها الأخيرة؟ 

نعم جيشنا اللبنانيّ فوق كل إعتبار! وأبناء بعلبك جزء من الجيش، وليست المُشكلة هنا بين الأخوة وأبناء الدم الواحد، إنما المشكلة سياسيّة وانمائية وخدماتيّة. أين نوّاب المنطقة منذ ١٩٩٢ حتى اليوم؟ ماذا قدموا من مشاريع لهذه المنطقة؟ ومن كان يحمي التجّار وأصحاب الخوّات؟ من هو الذي لم يكترث لهذه التراكمات حتى وصلت إلى ما وصلت اليه الأمور؟ بعلبك هي جرح الوطن، بعلبك تنزف، متروكةً منذ سنوات خارج قاموس الدولة، لا بدّ لأحدٍ أن يتحمل المسؤولية وهو ليس الجيش أبداً. في الحقيقة المسؤولية تقع أولاً على زعماء المنطقة من السياسيين، وثانياً على مراهنة أبناء المنطقة عليهم على مدى ٢٦ عام.

اليوم لا ينفع شيئاً سوى المطالبة بالدولة، بخدماتها وتنميتها وعسكرها، و بأن تبسط الأمن وتمد المنطقة بالخدمات والتنمية وأن تعطي ابن بعلبك الفرصة لأن يثبت أنه إنّ مُدّ بالحياة سيعيشها! فهو ليس بعدوٍّ أو أن حلمهُ أن يكون طافراً.

بعلبك تحتاجنا جميعاً اليوم أن نتكاتف ونتعاون شعباً وجيشاً ودولة كي ننفض عنها هذا الثوب الذي أُلبس لها.

 بالإنماء تكون الحياة، وبالخدمات نُخرج  هذه المنطقة من بؤرتها، وبالإقتصاد والسياحة نُغيّر صورة اليوم والأمس ونذهب نحو مدينة الشمس.