هل تدرك وسائل الاعلام ان لا بنى تحتية في منطقة بعلبك الهرمل؟
 

تستكمل الحملات السياسية والاجتماعية والامنية على منطقة بعلبك الهرمل وذلك بغطاء اعلامي تستعمل فيه الأقلام الصفراء المأجورة والشاشات المشبوهة والجبهات الاكترونية المجازة بالشتم والتخوين وكل هذه المنظومة الاعلامية تبث مواد سامة تشوه وجه بلداته الشريفة وتقلب الصورة لتظهره وكأنه قندهار وان جباله تورا بورا الافغانية، وان الدخول الى هذه المنطقة مفقود والخارج منها مولود، وتحاول ان تظهر شعبه على شكل مجموعات من الغوغائيين والمافيويين والمهربين والقتلة واصحاب السوابق، ولكن.. غاب عن هؤلاء ان البقاع يزخر بالمثقفين والمبدعين واصحاب الشأن...

 

في الواقع ليس ابن البقاع هو من خرج من تحت سقف سلطة الدولة الغائبة شكلا ومضمونا انما الدولة هي من رُحّلت عنه وتركته في العراء بين البراثن  يصارع الظروف التي فُرضت عليه، فمنهم من رضخ لسياسات التجويع واستسلم للأمر الواقع ومنهم من تمرد على هذا الواقع ولجأ الى خيارات اخرى منها ما هو "شرعي" ومنها ما لم يشرع لاسباب باتت معلومة.

 

ان البقاعيين انتظروا طويلا الزراعات البديلة التي وعدوا بها من قبل السلطة المؤلفة من الأحزاب اللبنانية الاساسية، الا انهم لم يحصدوا الا الخيبات والوعود الوهمية...

 

 ولجأ البعض الى زراعة نبتة الحشيش بعدما ضاقت به سبل الحياة فكانت هذه النبتة مصدر رزقه ورزق عائلات "مستورة" ايضا استفادت من عطف مزارعي هذه النبتة بعدما رفعت الدولة والسلطات المحلية يدها عنهم ثم بدأوا باتباع سياسة الترهيب والترغيب والابتزاز بحقهم، فتارة يتم حمايتهم لمصالح عدة منها مادية ومنها سياسية وتارة اخرى يحاربوهم بمسدس الدولة فيترك العنان لاعتقالهم وقتلهم كما حدث مؤخرا في بلدة بريتال مهد الشهداء والتي تعج بالمثقفين واهل العلم وقتل شاب ذنبه الوحيد انه ابن بعلبك الهرمل، وينضم طفار الى طفار ليصبحوا تحت رحمة السلطة الحاكمة ووعود الاعفاء المنسية الا حين تقتضي المرحلة...

 

منذ استقلال لبنان حتى يومنا هذا مورس على البقاعيين اسوأ السياسات سياسات لم تمارس بحق اي منطقة لبنانية من الفوضى الخلاقة الى الحرمان والتجويع والتجهيل من أجل التطويع، الا ان ارادة الاهالي ومخزون الكرامة والوطنية والوعي عندهم مرتفع، فباءت كل المحاولات بالفشل...

 

إقرأ أيضا : محافظ ​بعلبك الهرمل​ ​بشير خضر​ : الخطة الأمنية بدأت تنجح

 

 

ان منطقة بعلبك الهرمل اليوم ليست بحاجة لخطط امنية بقدر ما هي بحاجة الى انماء، بحاجة لرعاية سياسية لا الى رعاع سياسيين....يحاولون استعباد العقول من خلال إستبعاد الجامعات عنهم والهاء اهلها بقضايا منطقية وغير منطقية وتغييب الأندية الثقافية والرياضية والمشاريع الإنمائية..

 

هل تدرك وسائل الاعلام ان لا بنى تحتية في منطقة بعلبك الهرمل؟ هل تدرك ان لا مصانع ولا معامل، لا مؤسسات خاصة ورحلوا العامة، هل يدركوا ان هناك مشاريع وهمية اساسها حجر يتيم وضعه مسؤول قبل موسم انتخابي يتعرقل به الأبناء بعد سنين ليقعوا في شِباك الوعود الفئوية لهؤلاء؟

 

هل تدرك وسائل الاعلام ان في البقاع وزير فاسد ونائب كبتاغوني وآخر مافيوي وذاك يجيد التصفيق…هل يدركوا ان في البقاع شيخ مغبون ومسؤول ملعون وشعب ممنون ؟!

 

نعم شعب شهم أصيل طيب مقدام إستغلوا طيبته لاستنهاضه وتسخير شجاعته لتنفيذ مشاريع لزمن غير معلوم…

 

في بقاعي فتاة تبيع خيرات أرض قليل على قارعة ذلك الطريق كي تقي عائلتها شر برميل مازوت...

 

في بقاعي فتى ترك مقعده الدراسي وحملوه سلاحا حربيا يهواه الجنين في بطن أمه…قالوا له العدو هنا وراء بيتك سلاحك لا قلمك، عاطفتك لا عقلك…قال لهم من يبني لي مستقبلي؟ فحدثوه عن الإمبريالية والحرب الكونية بلهجة بعلبكية فأطلق رشقا هوائيا ابتهاجا...

 

على بقاعي أخاف من فوضى سلاحهم. على أبناء بقاعي قلق أن يختنقوا وهم في جيبة زعيم متكلم تعلم “فن الخطاب” . 

 

في بقاعي قلعة وخلل وشمس حُجب نورها ...في بقاعي عاصي وجفاف وتلوث…في بقاعي تراب وقحط…في بقاعي رجال وعوز...

 

على بقاعي أخاف أن ينفجر خزان جهل زين بعبارات براقة قد تنتهي صلاحيتها في يوم ما ويترك الأبناء في العراء. فيقتل الأخ أخيه برشاش ترعرع على صوته الموسيقي ويقطع الجار طريق جاره وتتساقط رصاصات طائشة فوق رؤوس شعب يستحق حياة كريمة في منازل دافئة لا بين صخور جبلية قاسية....