متى كانت أو ستكون إيران مستعدة للصلح مع أمريكا؟ ومتى ستنتهي حالة العداء بينهما وكيف؟
 

بالرغم من الخلافات الكثيرة والكبيرة بين المرشد الأعلى آية الله خامنئي ورئيس الجمهورية حسن روحاني إلا أنهما وضعا خلافاتهما جانبا خلال الشهور الأخيرة خاصة بعد إعلان دونالد ترامب الإنسحاب من الإتفاق النووي ووصل التنسيق بينهما إلى ذروته عند إغلاق مضيق هرمز حيث أن خامنئي نوّه بالفكرة التي طرحها الرئيس روحاني خلال زيارته إلى سويسرا. 

 

هذا وأن روحاني لم يذكر مضيق هرمز في كلمته الا أن الخبراء تلقوا كلمته وكأنه يقصد إغلاق مضيق هرمز. وأوضح الرئيس اليوم أنه لم يكن يقصد مضيق هرمز فقط بل إن هناك أكثر من مضيق. 

 

واستغرب روحاني خلال كلمته اليوم أمام السفراء والممثلين الدبلوماسيين الإيرانيين ذهاب صادرات النفط للآخرين وحرمان إيران منها. 

 

وحاول روحاني طمأنة  ترامب من أنه لن يتمكن من تصفير صادرات نفط إيران كما انه لن ينجح في تثوير الشعب الإيراني ضد أمن إيران القومي. وحذر روحاني ترامب من العبث بذيل الأسد او اللعب بالنار. 

 

إقرأ أيضا : لماذا رفض روحاني دعوة ترامب للقاء؟

 

 

وأحبط روحاني أمل الرئيس الأميركي بفتح الحوار مع إيران بغية تغيير تصرفاتها وسياساتها الإقليمية. 

 

وبالرغم من أن روحاني رفض فكرة التفاوض مع الولايات المتحدة إلا أنه أكد على أن إيران تريد السلم لا الحرب وأن الحرب معها هو أس الحروب وأن الصلح معها أس الصلح والسلام. ولكنه لم يوضح ما هي آليات الصلح الأميركي مع إيران؟ متى كانت أو ستكون إيران مستعدة للصلح مع أمريكا؟ ومتى ستنتهي حالة العداء بينهما وكيف؟ 

 

ووضع روحاني المجاملات جانبا حيث أنه رسم خارطة النفوذ الإيراني بالقول: " العمق الاستراتيجي الإيراني يبدأ من الشرق بدءاً من الهند وحتى الغرب في البحر الأبيض المتوسط، حتى الجنوب في بحر الهند والبحر الأحمر وفي الشمال الى آسيا الوسطى والقوقاز. "

 

وبالرغم من نبرة روحاني الحادة تجاه ترامب الا أنه ارسل رسالة مودة وصداقة للسعودية والإمارات والبحرين وقال: " حتى اذا جارة مثل السعودية جانبت العناد وأعمالها ورغبت بتحسين العلاقات فيجب أن نحل الخلافات ونقيم الصداقة. "

 

رسالة روحاني لترامب تم ترجمتها في السوق حيث ارتفعت أسعار العملة الصعبة مقابل الريال الايراني ارتفاعا ملحوظا بعد تصريحاته ويستمر هبوط الريال منذ إعلان ترامب الإنسحاب من الإتفاق النووي حتى إعلان الرئيس روحاني عن استعداد بلاده للصمود. 

 

إن رائحة البارود تأتي من كلمة الرئيس الإيراني ومن سخرية القدر أن الدبلوماسية الإيرانية تتعسكر عند لقاء الرئيس مع الممثلين الدبلوماسيين.