إعتبر زغيب أن المشكلة بأن نُظهر للناس أن حل الأزمة الاقتصادية في لبنان وفي البقاع بالذات متوقف على هذه الزراعة فقط، بينما الواقع غير ذلك...
 

نيّة الدولة بتشريع زراعة الحشيشة في البقاع لا يزال الخبر الأول إعلاميا وإجتماعيا ولا تزال دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري لتشريعها محل نقاش وسجالات عمّت وسائل الإعلام ووسائل التواصل الإجتماعي على السواء وقد تساءل البعض عن أسباب طرح الأمر في هذا الوقت ولماذا يتم التركيز على هذا الأمر تحديدا دون غيره مع وجود بدائل أخرى قد تسهم في حل مشكلة البقاع وهل أصبحت الخيارات الأخرى البديلة معدومة؟ 


 

وفيما اعتبر البعض أن  طرح الأمر في هذا الوقت هو هروب إلى الأمام ومحاولة للتخدير ووضع حد لموجة  الإنتقادات الواسعة التي يشهدها البقاع ضد الإهمال والحرمان والبطالة.


 

موقع لبنان الجديد استوضح سماحة المفتي الشيخ عباس زغيب الذي أوضح لموقعنا الحكم الشرعي لزراعة الحشيشة بالقول:



"لا إشكال بزراعتها إن كانت من أجل الإستعمال الطبي وتحت نظر ورقابة الأجهزة المختصة والمعنية في الدولة."


 

واعتبر زغيب أن "المشكلة بأن  نُظهر للناس أن حل الأزمة  الاقتصادية في لبنان وفي البقاع بالذات متوقف على هذه الزراعة فقط،  بينما الواقع غير ذلك لأن  المشكلة الأساسية هي غياب الدولة كليا عن محافظة بعلبك الهرمل. "


 

وحيث أن الحديث اليوم هو عن الزراعة قال الشيخ زغيب:  " وفي كل المجالات وبما أننا  نتحدث عن الزراعة فإننا نسأل المعنيين في السلطة جميعهم دون استثناء لماذا لا يوجد إرشاد  زراعي؟ لماذا لا يوجد قانون يفرض حماية المزارع؟ لماذا الدولة تريد أن تشرعن الحشيش وتشتري المحصول من المزارع؟ بينما الزراعات الأخرى لا تقوم الدولة بالعمل على دعمها وتأمين بيعها ومنع استيراد المحاصيل من الخارج عندما يحين موعد جني الثمار في لبنان."

 




إقرأ ايضاً :  دعوة الرئيس بري لتشريع زراعة الحشيشة في الميزان العلمي والفقهي (1)

 

 

وتساءل  زغيب:  "هل أن الحديث عن زراعة الحشيش اليوم  هو إبرة  مورفين لتخدير الناس ولتضييع ملف النفط؟ أم لأن  بعض الدول العظمى تمنع استخراج النفط في لبنان؟ أم لأن زعاطيط السياسة في لبنان الذين نصبوا أنفسهم أمراءاً للطوائف لم يتراضوا على حصصهم بعد أم أنه  تخدير للشعب لتمرير أمور أخرى."


 

واعتبر الشيخ زغيب وعلى سبيل المثال أن  " ازدياد أسعار المحروقات وغيرها من السلع  وفيما كل شيء يرتفع أصبحت الناس اليوم تنتظر الإفراج  عن قانون شرعنة الحشيش وكأن  الأمل  الواعد والعيش الرغيد متوقف عليها فقط.  " وأضاف: " نعم ومع فقدان كل شيء فإن المثل يقول: الكسرة بيد المحروم هجنة هذا إن حصل عليها، لأنه ليس سرا أن  الذي سوف يستفيد من زراعة الحشيش إن  تمت شرعنتها هو الزعماء الكبار كما هم مستفيدون من زراعتها الآن  في الأماكن  التي تزرع بها،  والمزارع الذي يأخذ الصيت لا يستفيد من الجمل أذنه حتى ربعها أيضا وعليه فإننا  نقول الزراعة مع الرقابة الدينية والأخلاقية الذاتية  والنظامية لا إشكال بها عند ذلك".


 

وختم المفتي زغيب حديثه لموقعنا  بالقول  إن :" البقاع يناشد الدول أن  تأتي  بكل مؤسساتها لأنه  بحاجتها ولأن  الإهمال  والحرمان جعله بقاعا منكوبا يفتقد لأدنى  مقومات العيش الكريم ولأن  مرجة رأس  العين تنتظر من كل الذين يدّعوون أنهم  ينتسبون للإمام موسى الصدر أعاده  الله إلى  وطنه وأهله  ينتظرون أن  تأتي  الذكرى ويكون الخطاب على منبرها ذكر المشاريع التي تم انجازها من سدود وبنى تحتية ومعامل وجامعات ومستشفيات وغيرها لا أن  تكون وعودا لا تساوي الورق المكتوبة عليه لأن  الفقر يخرس الفطن ولأن  الحرمان لا يُرفع بالكلام ولأن  الله يقول وقل اعملوا  ولأن الله يقول كبر مقتاً عند الله أن  تقولوا ما لا تفعلون. "