من أصعب المهمات التي يعلّمها الاهل لأطفالهم الترتيب، ويجب أن يُعلّم هذا المبدأ باكراً عن عمر سنتين. ويجب أن تكون المهام المطلوبة مناسبة لعمر الطفل العقلي. فلا يمكن أن نطلب من طفل عمره سنتين ترتيب سريره، ولكن يمكن أن نطلب منه توضيب ألعابه. إنّ هدف هذه القصّة هو تعليم مبدأ الترتيب للطفل الذي «سيتبنّى» شخصية «هادي» وسيتعلم منه حسن التصرف.
 

إستيقظ «هادي» من النوم متحمّساً جداً. سيذهب اليوم إلى البحر مع والده ووالدته وأخته «جنى». فكل سنة، يقوم «هادي» برحلة إلى البحر ويعيش الكثير من المغامرات المَرحة. صنع «هادي» السنة الفائتة قصراً كبيراً من الرمل، لكنّه يخطّط هذه السنة للقيام بنشاط آخر.


ولكن قبل الذهاب إلى شاطىء البحر، طلبت الأم من طفليها: «أرجوكما يا «هادي» ويا «جنى» رتّبا غرفتكما!»


فرتّب «هادي» و»جنى» سريرهما، ووضع «هادي» دراجته في مكانها على شرفة المنزل. كما رتّبت «جنى» ألعابها. أمّا «هادي» فوضع ألعابه في الصندوق المخصّص لها.


ثمّ سأل الوالد إبنه:


• ماذا ستفعل اليوم على شاطىء البحر يا «هادي»؟

- فسكت «هادي» لبرهة ثم شرح لأبيه كيف سيمضي يومه:


سأركض على طول الشاطىء، معك يا أبي! وسألعب مع أختي «جنى» بالطابة، وطبعاً سأسبح مع أمي في المسبح الصغير المخصص للأطفال. ستضع أمي في يديي فوّاشات السباحة التي سأملأها بالهواء قبل أن ألبسها.


ثم سأل الأب إبنه «هادي» مجدّداً:


• أتعرف لماذا يجب أن تلبس فواشات السباحة؟

- فقال «هادي» متأكداً من إجابته:


لأنّ هذه الفواشات ستساعدني لكي أطفو فوق سطح الماء. أما أختي «جنى» فيجب أن تلبس طوق السباحة فهو يحميها طوال الوقت من الغرق. وطبعاً ستبقى بقربنا يا أبي عندما نسبح ولن تبتعد عنّا.


• وهل وجدت كل الأغراض التي تلزمك للسباحة ؟ سأل الأب.

- نعم يا أبي لقد وجدتها كلّها. فأنا أرتّب كل أغراضي وأضعها في خزانتي كي لا أضيّعها.


إبتسم الوالد لجواب إبنه وبدت علامات الفخر على وجهه. ثم توجّها إلى السيارة حيث كانت الأم و«جنى» بانتظارهما.


ثم صعد الأب إلى السيارة وجلس «هادي» في كرسيه المُعتاد بقرب أخته. وطرح الأب سؤالاً بكل حماس:


• هل الجميع مستعد للذهاب إلى البحر؟

- فصرخ الجميع بصوت عالٍ: «مرحى... لنذهب إلى البحر!»