أيّها البقاعيون: تصبّروا واحملوا كلّ خفيف، فأمامكم عقباتٍ كئود
 

أولاً: اللواء ناطقاً جديداً بلسان الممانعة...

من "حسنات" اللواء النائب جميل السيد النادرة أنّه ينطق حيث يصمتُ الآخرون، وهو ينطق هذه الأيام باسم المقاومة حصراً، التي حملتهُ ربما "كرهاً" إلى الندوة البرلمانية، وهو بذلك سيُزاحم بالطبع سالم زهران وفيصل عبد الساتر وغسان جواد وعلي حجازي، ولربما تركهم وراءه نسياً منسيّا، والسيد يُغرّد صباح كلّ يوم كما ذكر في مؤتمره الصحافي بالأمس من بيت رئيس المجلس النيابي (البرلمان المفترض أنّه بيت الأمّة) ، وبما أنّ السيد صار نائب الأمة، فهو سيعتلي منبرها كلما سنحت له فرصةٌ أو دعاهُ داعٍ للتهديد والوعيد وتوزيع الرسائل في كلّ اتّجاه، ودائماً باسم المقاومة والممانعة المظفّرة.

ثانياً: عصبية اللواء ...

كان اللواء السيد في مؤتمره الصحافي بالأمس في مجلس النواب مُتوتّراً وبالغ العصبية، بدا مُتجهّم الوجه، مُقطّب الجبين كعادته، وكانت يدُه اليمنى ترتعش عند رفعها للخطابة. فالخطبُ جلل، والمُصابُ فادح، فالسيد كان قد مسّ قُدس الأقداس عند الشيعة هذه الأيام، وهي وحدة الثنائية الشيعية بين حزب الله وحركة أمل، هذه الوحدة التي تجلّت في الأيام الصعبة والأيام الملاح، وآخرها حصد المقاعد النيابية كافةً للطائفة الشيعية.، حتى جاءت "نغمة" التّفاوت الإنمائي بين منطقتي الجنوب والبقاع، واستئثار الجنوبيين بالوظائف العامة والمراكز القيادية المخصصّة للطائفة الشيعية، فضلاً عن الخلل الفاضح في أعداد المنضوين في الأسلاك العسكرية والأمنية بين المنطقتين.

إقرأ أيضًا: اللواء جميل السيّد..قسمةُ الجنوب وقسمة البقاع قسمةٌ ضيزى

ثالثاً: السيد هو أول من أيقظ الرئيس بري من سُباته العميق...

يعتقد اللواء السيد أنّه من أفضل وأشجع من يحمل مواقف شعبوية، وبما أنّه "كبير" منذ أيام الوصاية السورية وعزّها، فقد خاطب "الكبير" نبيه بري، ولا يفهم على الكبير إلاّ الكبير، ولحُسن الحظّ ومحاسن الصُّدف، فهاهو الكبير نبيه بري يزفُّ للبقاعيين بُشرى ثلاث هدايا قادمة إلى أرض البقاع الشمالي، سترفع بؤسه وحرمانهُ إن شاء الله: أولها إقامة احتفال غياب الإمام الصدر الأربعين في بعلبك-الهرمل في آخر شهر آب القادم (وسيُعجبُ البقاعيون من هذا الإنجاز العظيم، ويحارون كيف سيستفيدون منه). وثانيها مجلس خاص للمنطقة على غرار مجلس الجنوب، مجلس يُعنى بتقديم المنافع والخدمات ( أي باب هدر جديد وسرقات وفساد في جسم الدولة المُهترئة)، وإذا كان أهل الجنوب يُطلقون على مجلس الجنوب عندهم لقب "مجلس الجيوب"، فاللهُ أعلم ما يمكن أن يُطلقه البقاعيون على المجلس المزمع إقامته (هذا في حال قيامه البعيد المنال). أمّا الهدية الثالثة فهي إنشاء شركة تهتم بتشريع زراعة الحشيشة وتوضيبها وتسويقها، على غرار شركة الريجي لزراعة التبغ والتنباك في الجنوب، (وهذه الهدية هي الوحيدة الممكن أن تكون ذات فائدة للبنانيين جميعاً).

في حال قرّر الرئيس بري الالتفاتة الجدية لمنطقة البقاع الشمالي، ونقل "المحدلة" التي استعملها في انتخابات عام 1992 مُجدّداً إلى البقاع،، ويعود الوئام والمحبّة بين "شعبي" الجنوب والبقاع، وتسلم وحدة الطائفة، وتتحقّق هذه الأماني عند تسليم زمام أمارة البقاع الشمالي للأمير اللواء النائب جميل السيد.

شكت أُمُّ الدرداء إلى أبي الدرداء الحاجة؛ فقال لها: تصبّري، فإنّ أمامنا عقبةً كئودا، لا يُجاوزها إلاّ أخفُّ الناس حملا.

أيّها البقاعيون: تصبّروا واحملوا كلّ خفيف، فأمامكم عقباتٍ كئودا.