العدل هو عدل عند الله تعالى ومحبوب إليه ومُبارك سواء مارسه مؤمن أم غير مؤمن
 

 

 إياك واليأس فإنه طريق تخسر فيه عافية الدنيا والآخرة ،  ولَئِنْ هدى اللهُ على يديك إنساناً واحداً أخرجته من ظلمات نظرية ولاية الفقيه وأصنامها وأوثانها واستبدادها ،  إلى نور ولاية العقل ، وولاية الدولة العادلة الدولة الديمقراطية العلمانية دولة الدستور والقانون والشَّفافية والمُسَاءَلَة والمُحاسبة دولة المواطن لا دولة الشيعي ولا السني ولا المسيحي ولا الدرزي الدولة المدنية الحديثة دولة المؤسسات والضمان الصحي ، والضمان الإجتماعي ، وضمان الشيخوخة ، والحرية السياسية والحرية الفكرية - ( وهي قدس الأقداس عند اللَّهِ ) -  لِخُلُوٍّ سُجونها  من المعارضين السياسيين ومن جماعة الرأي الفكري المخالف للسائد الموروث ؛ والطاهرة من رجس التعذيب والتنكيل في زنازينها ؛  الدولة التي لا تمنعك من أداء واجباتك الدينية  ولا تفرض عليك ممارسة ما حَرَّمَ اللهُ عليك وفق قناعتك العقائدية ،  لَئِنْ هدى الله على يديك إنساناً واحداً  آمن  بهذه الدولة العظيمة  فهو خيرٌ لك عند الله  مما طلعت عليه الشمس وغَرُبَتْ .

فكما لا يوجد عسل إسلامي ، ولا عسل مسيحي ، ولا عسل يهودي ، ولا عسل علماني أيضا فلا يوجد عدل إسلامي ، ولا عدل مسيحي ، ولا عدل يهودي ، ولا عدل علماني .

إن  العدل كالعسل  لا دين له ولا مذهب ،  وإن الظلم كالعلقم لا دين له ولا مذهب ، إن العدل هو عدل عند الله تعالى ومحبوب إليه ومُبارك سواء مارسه مؤمن أم غير مؤمن ، ومسلم أم غير مسلم لذلك نحن بلا حدود مع الدولة العادلة التي تجسدت بالدولة المدنية الديمقراطية العلمانية .


الشيخ حسن سعيد مشيمش لاجئ سياسي في فرنسا