هل سيتواضع بعض المكابرين ويقفوا عند حدود حقوق سواهم وعدم خلق حصص لا تستند إلى نتائج الانتخابات النيابية تسهيلاً لمهمة الرئيس الحريري؟
 

بالتأكيد أن المباحثات الحكومية لا تزال تراوح مكانها إلا أن ما يحصل من لقاءات ثنائية وكان آخرها على هامش انتخاب اللجان النيابية، قد يمهد إلى حلحلة يمكن أن تؤدي الى ولادة قريبة للحكومة. 

ففي لبنان لا بد للتسوية ان تبصر النور، وغالبا ما يحصل في ربع الساعة الأخير ما يتعذر إنتاجه طوال أشهر. ففي الأيام الماضية، عادت بعض جرعات التفاؤل لتوحي لاحتمال حلحلة العقد الوزارية القائمة، لا سيما على خط ميرنا الشالوحي - معراب، حيث تبيّن أن العقدة الأساسية سببها الخلاف بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر. 

انعكست السجالات التي شهدتها الساحة اللبنانية على مسار التأليف، كما الفتور بين بيت الوسط والقصر الجمهوري، والذي لم يعد خافياً ولذلك اتجهت الأنظار إلى الخلوة التي جمعت الرئيس سعد الحريري والوزير جبران باسيل والتي تبعها لقاء بين النائب الياس بو صعب والوزير غطاس خوري. 

فهل ستنجح هذه اللقاءات بإخراج التأليف من دوامة الدوران في الحلقة المفرغة؟ وهل سيتواضع بعض المكابرين ويقفوا عند حدود حقوق سواهم وعدم خلق حصص لا تستند إلى نتائج الانتخابات النيابية تسهيلا لمهمة الرئيس الحريري؟ 

إقرأ أيضًا: مكانك راوح على خط تأليف الحكومة: العقدة هي القدرة على الحكم والقرار

 

لاشك أن هذا مرهون مع مطلع الأسبوع المقبل بنتائج حركة مشاورات جديدة، يتطلّع الرئيس المكلّف سعد الحريري إلى أن تؤتي ثمارها في القريب العاجل. وعلى الرغم من هذا التفاؤل، إلاّ أن العديد من المتابعين لملف التأليف لا يرون بوادر ايجابية في هذا الاتجاه. الاّ أن الرئيس الحريري الذي قطع وعداً بتشكيل الحكومة في مدة أسبوعين، سيعمل على تكثيف مشاوراته واتصالاته هذا الأسبوع ومطلع الأسبوع المقبل، ولن يحوّل سفره غداً إلى  لقاء نظيره الاسباني بيدرو سانتشيث ولرعاية الاحتفال بتخريج طلاب جامعة في مدريد، من دون العمل على حلحلة كل العقد التي تحول دون التأليف. 

هذا على مستوى الداخل اما بالنسبة لمستوى الخارج ، لقد بات مسلّما به ان المعطيات الخارجية هي البوصلة التي يهتدي بها روّاد الحلول في الداخل اللبناني، وما التفاهمات السياسية المحلية، سوى متممات. 

ويراهن دبلوماسيون غربيون في بيروت على خروج القمة الثنائية بحلول، للمسألة الأهم بالنسبة الى الادارة الأميركية، ألا وهي الوجود الايراني خارج حدوده الدولية، وخصوصا الوجود الساخن في سوريا واليمن، والعراق، والأقل سخونة في لبنان. 

أما الجانب الروسي فالعين على أوكرانيا والقلب في سوريا، رأس رقبة جسره الى الأبيض المتوسط، بينما العراق خارج اهتماماته. وتقول أوساط دبلوماسية غربية، ان خروج ايران من المنطقة، هو المعيار بالنسبة الى ترامب، واذا لم يحصل تفاهم على ذلك، فإن الوضع سيسوء في سوريا، ومن ثم في دول الجوار وضمنها لبنان. 

ومن هنا إستعجال حزب الله والوفود الايرانية الزائرة، تشكيل الحكومة، لأن ما سيحصلون عليه من مقاعد وزارية الآن، قد يتعذّر التطلع إليه لاحقاً. 

وبانتظار تظهير نتائج قمة ترامب بوتين تبقى صيغة التواصل والتشاور أفضل مستهلك للوقت، ويبقى التشاؤل الذي هو حالة وسطية بين التفاؤل والتشاؤم خير ملاذ للصغار المنتظرين على أرصفة الكبار، والبعض يرى أن لا شيء أفضل من الصمت حتى لا تخيب الظنون، أو تُقوّض الأحلام.