دفعت الحرب التجارية التي تقودها الولايات المتحدة الأميركية المستثمرين حول العالم للانسحاب من الأسهم والمعادن الثمينة والاسواق الناشئة والعملات العالية المخاطر، لصالح السندات الاميركية والعملات التي تلعب تقليدياً دور الملاذ الآمن.
 

بدأ المستثمرون يتّجهون إلى شراء الأوراق المالية الدفاعية، أي التي تتميّز بأكبر قدرة على الصمود والاستقرار في خضم التوترات المتصاعدة المرتبطة بتداعيات الحرب الجمركية التي تشنها الإدارة الأميركية، من فرض رسوم جمركية على واردات صينية والتهديد بفرض رسوم أخرى على سلع إضافية.


ولم يرتفع الذهب الذي يعدّ الملاذ الآمن للكثير من المستثمرين، بل على العكس سجّل هبوطاً هو الأدنى منذ 7 أشهر، مع ارتفاع الدولار إلى أعلى مستوى في أسبوعين.


وقد تسبّب هذا الأمر في زيادة الخوف والقلق لدى المستثمرين، الذين يخشون أن تؤدي الحرب التجارية بين أميركا والصين والاتحاد الأوروبي وكندا والمكسيك، إلى إلحاق آثار سلبية بالصادرات والاستثمار والنمو العالمي، وهذا ما دفعهم إلى التخلي عن الاستثمارات والتداولات بالأوراق المالية المرتفعة المخاطر.


وقد كشفت البيانات الاقتصادية الصادرة من بنك «أوف أميركا ميريل لينش»، أنّ السندات تمكنت من جذب تدفقات قيمتها 5.6 مليارات دولار، وهذا أكبر تدفّق لها في 12 شهراً، أما أسهم القطاعات الدفاعية مثل الرعاية الصحية فقد جذبت تدفقات قيمتها 800 مليون دولار، وهي الأكبر خلال 12 شهراً، وبشكل إجمالي جذبت صناديق الأسهم تدفقات صافية بلغت قيمتها 1.2 مليار دولار.


لكنّ البنك أوضح أنّ 34 من مؤشرات الأسهم التي تصدرها «إم إس سي آي» تراجعت منذ بداية العام الجاري، بينما صعد 11 مؤشراً فقط بعد أداء سلبي وضعيف للأسواق العالمية خلال النصف الأول من هذا العام، مشيراً إلى أنّ صناديق ديون الأسواق الناشئة تَلقّت أول تدفقات في ثلاثة أشهر، مع اجتذابها 900 مليون دولار.


وكان لصناديق السندات النصيب الأكبر من تدفقات الدخل الثابت، حيث جذبت 2.3 مليار دولار، أما صناديق السندات ذات العائد المرتفع فقد أنهَت جفافاً للتدفقات دام لمدة 9 أسابيع، وتمكنت من جذب 500 مليون دولار، وقَل الطلب على المعادن الثمينة بسبب توقعات زيادات أسعار الفائدة الأميركية.


وفي نهاية الشهر الماضي، سجلت صناديق الأسهم ثاني أكبر سحب أموال أسبوعي لها على الإطلاق، في ظل سحب 29.7 مليار دولار من الأصول عالية المخاطر، مع زيادة المخاوف من تنامي السياسة الحمائية للرئيس الأميركي.


وكشفت بيانات «إي بي إف آر»، التي اعتمد عليها بنك «أوف أميركا»، خسارة صناديق الأسهم الأميركية 24.2 مليار دولار في ثالث أكبر نزوح أسبوعي تشهده على الإطلاق، في ختام نصف عام أول كان مليئاً بالتقلبات الحادة.


وارتفع حجم نزوح الأموال من صناديق الأسهم والسندات بالأسواق الناشئة، وذلك بسبب قيام المستثمرين بالتخلي عنها خوفاً من الضرر البالغ الذي سيلحق بالاقتصادات الناشئة، بعد ارتفاع قيمة الدولار، فقد خرج 18 مليار دولار من صناديق الأسهم وسندات الدين بالأسواق الناشئة في حزيران، و8 مليار دولار في ايار الماضي.

 

بورصة بيروت


جرى امس تبادل 153689 سهما في البورصة اللبنانية قيمتها 1.63 مليون دولار. وجرى تداول 7 أسهم، إرتفع منها 3 وتراجعت 4. وفي الختام تراجعت القيمة السوقية للبورصة 0.23% الى 10.352 مليارات دولار. أما انشط الاسهم فكانت:


اولاً: أسهم بنك بلوم، تراجعت 0.29% الى 10.20 دولارات مع تبادل 114000 سهم.

ثانياً: اسهم سوليدير أ، زادت 0.27% الى 7.25 دولارات مع تبادل 22399 سهماً.

ثالثا: اسهم بنك عودة، تراجعت 0.39% الى 5.05 دولارات مع تبادل 6730 سهماً.

رابعاً: أسهم سوليدير ب، إرتفعت 0.41% الى 7.22 دولارات مع تبادل 4781 سهماً.

خامساً: أسهم شركة هولسيم تراجعت 2.68% الى 15.60 دولاراً مع تبادل 3372 سهماً.

 

العملات

نزل الدولار يوم امس قبل شهادة يُدلي بها جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الأميركي) في الكونغرس، سيتابعها المتعاملون للاسترشاد بها على وتيرة رفع أسعار الفائدة الأميركية والمخاطر الناجمة عن الصراعات التجارية.


امس إنخفض مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية أمام سلة من 6 عملات رئيسية، بنسبة 0.2 بالمئة إلى 94.37 متخلياً عن المكاسب الطفيفة التي سجلها في التعاملات المبكرة.


إستقرت العملة الاميركية أمام نظيرتها اليابانية عند 112.27 يناً، بعدما اقتربت في وقت سابق من الجلسة من أعلى مستوى في ستة أشهر عند 12.780 يناً الذي سجلته في 13 تموز.


وسجل اليورو والجنيه الاسترليني ارتفاعا محدودا أمام العملة الأميركية، فزادت العملة الموحدة 0.2 بالمئة إلى 1.1738 دولار بعد أن نزلت نصف بالمئة الأسبوع الماضي، بينما ارتفع الاسترليني 0.1 بالمئة إلى 1.3255 دولار.


وارتفع الدولار الأسترالي 0.1 بالمئة إلى 0.7428 دولار أميركي، بينما زاد الدولار النيوزيلندي 0.8 بالمئة إلى 0.6839 دولار أميركي مسجّلاً أعلى مستوياته منذ أن بلغ 0.6835 دولار أميركي في 11 تموز.

 

النفط

نزلت أسعار النفط للجلسة الثانية امس مع انحسار المخاوف من تعطّل مُحتمل لبعض الإمدادات، في حين ركّز المستثمرون على احتمال تضرر النمو العالمي جرّاء تفاقم الخلاف التجاري بين الصين والولايات المتحدة.


وتراجعت العقود الآجلة لخام القياس العالمي مزيج برنت 32 سنتا بما يوازي 0.5% إلى 71.52 دولاراً للبرميل، لتسجل أقل مستوى منذ 17 نيسان. وكان الخام هبط 4.6 بالمئة أمس الاول.


وفقدت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 31 سنتا بما يعادل 0.5% إلى 67.75 دولاراً للبرميل. وكان الخام قد تراجع أمس الاول 4.2 %. وتأثرت أسواق النفط بتراجع الانتاج الصناعي في الصين الى أدنى مستوى له في عامين، فضلاً عن المخاوف المتعلقة بأداء الاقتصاد الصيني في الفصل الثاني من العام الجاري.

 

الذهب

إرتفعت أسعار الذهب أمس مع استمرار تراجع الدولار قبَيل أول شهادة لرئيس مجلس البنك المركزي الأميركي جيروم باول أمام الكونغرس.


وزاد الذهب 0.25% في المعاملات الفورية إلى 1243.18 دولاراً للأونصة، بينما ارتفع في العقود الأميركية الآجلة للتسليم في آب 0.3% إلى 1243.20 دولاراً للأونصة.


ومن بين المعادن النفيسة الأخرى، إرتفعت الفضة 0.4 بالمئة في المعاملات الفورية إلى 15.80 دولاراً للأوقية، بينما زاد البلاتين 0.1 بالمئة مسجلاً 822.74 دولاراً للأوقية، وصعد البلاديوم 0.2 بالمئة مسجلاً 919 دولاراً للأوقية.

 

الأسهم العالمية

كانت الاسهم الاسيوية اكثر انخفاضاً أمس مع تراجع قوي لأسعار النفط، الامر الذي ضغط على اسعار الاسهم. ووسعت الاسهم الصينية خسائرها بعد تراجع اليوم السابق بسبب ضعف البيانات الاقتصادية. فتراجع مؤشر شانغهاي 1.1 % وكذلك فعل مؤشر هونغ كونغ.


وكانت الاسهم الاوروبية تميل لتحقيق المكاسب المحدودة عموماً في كل من بورصات لندن وباريس وفرانكفورت، اي نحو 0.15%. كذلك فعلت الاسهم في بورصة وول ستريت الاميركية التي تقلصت مكاسبها مع تراجع أسعار النفط ورغم المكاسب في القطاع المالي.