هل يُجدّد روحاني رفضه لدعوة ترامب أم أن الضغوط الإقتصادية الناجمة عن إنسحاب ترامب من الإتفاق النووي تُغيّر موقفه؟!
 

قال بهرام قاسمي المتحدّث الرسمي للخارجية الإيرانية اليوم أن من المحتمل أن يتصل الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوماً بطهران ويطالب بالتفاوض مضيفا أن هناك ملامح من الماضي تؤيد هذا الإحتمال. 

 

لم يكشف المتحدث عن تفاصيل تلك الملامح ولكن يبدو أنه يقصد طلب الرئيس ترامب من نظيره الإيراني حسن روحاني لقاء على طاولة العشاء خلال زيارة روحاني نيويورك للمشاركة في الإجتماع السنوي لمنظمة الأمم المتحدة ولكن روحاني رفض الدعوة. 

 

جاءت تصريحات المتحدث بإسم الخارجية الإيرانية رداً على الرئيس الأميركي ترامب الذي أعرب عن أمله للوصول إلى إتفاق نووي مع إيران مضيفا بأن الإيرانيين يعيشون أوضاعا إقتصاديا صعبا واقتصادهم على وشك الإنهيار وأنهم سيتصلون بي في يوم ليقولوا لي تعال نتفاوض ونتفق.

 

ويبدو أن الرئيس ترامب يرى في التفاوض مع إيران بحد ذاته إنجازا ولديه غايات دعائية وتسويقية لهكذا تفاوض على غرار لقائه مع الرئيس فلاديمير بوتين حيث أنه ظهر أمام الإعلام بعيد لقائه بوتين قائلا: " إن علاقة الولايات المتحدة بروسيا لم تكن أسوء أكثر من الآن لكن هذا تغير." وأشار ترامب إلى أن " علاقة واشنطن تغيّرت مع روسيا منذ 4 ساعات. "

 

هذا هو الرئيس الأمريكي الذي يرضيه اللقاءات والمبادرات وكسر الأرقام القياسية سواء مع الرئيس الكوري الشمالي أو مع الرئيس الروسي وبالتأكيد مع الرئيس الإيراني. 

 

ولا شك في أن ترامب بعقله الطفولي يريد اللقاء مع الرئيس الإيراني ليس من أجل فرض مطالب وزير خارجيته بومبيو الإثني عشر على إيران بل من أجل أن يفتخر بإنهاء الخلافات مع أشرس أعداء بلاده طيلة أربعين عاما. 

 

إقرأ أيضا : قطر وحماس تتوسلان إسرائيل لفكّ الطوق

 

 

وليس من المستبعد أن يتصل الرئيس ترامب بنظيره الإيراني ويدعوه إلى اللقاء والحوار فماذا سيكون الرد الإيراني؟ هل تقبل إيران بالتفاوض مع الرئيس الأميركي؟ 

 

إن الرئيس ليس لديه أي تعقيد للتفاوض مع إيران فهل تستعد إيران لكسر هذا المحظور الأيديولوجي بعد أربعين عاما؟ 

 

إن إيران لم تدخل في التفاوض السري مع الولايات المتحدة في عهد أوباما إلا بعد التطمين والوساطة العمانية سبقها تأكيد أوباما على صدقيته وجديته لحل الأزمة النووية.

 

وهناك فروق بين أوباما وترامب حيث أن الأول كان يحترم الطرف الآخر ويعترف به كطرف للحوار ولكن ترامب لا يجيد إلا لغة التهديد والإساءة والإبتزاز ولهذا من الصعب جدا أن يرغب الإيرانيون في التفاوض معه ويمكن القول أن من المستحيل أن يتصل روحاني بترامب ويدعوه إلى إتفاق جديد فهل يتصل ترامب بنظيره الإيراني وهل يُجدّد روحاني رفضه لدعوة ترامب أم أن الضغوط الإقتصادية الناجمة عن إنسحاب ترامب من الإتفاق النووي تُغيّر موقفه؟!