لماذا لا تفتح قطر مجالاً للفلسطينيين للعمل فيها ؟
 

لم تهدأ دولة قطر في السرّ وفي العلن سعياً وراء صلح مع اسرائيل لتحرير قطاع غزّة من قبضة الطوق الاسرائيلي بعد أن بلغت الأزمة الاقتصادية في غزّة حدّها الأقصى وهذا ما دفع بحركة حماس الى توسط قطر لدى العدو كي يفكّ طوقه عن القطاع ويسمح للغزاويين العودة الى أعمالهم في بناء المستوطنات الاسرائيلية لتسهيل الحياة في القطاع حتى لا تنفجر الأزمة الاقتصادية الصعبة في حكم الحركة وتصبح حماس شرّاً فلسطينياً يجب التخلص منه .

 

حتى حركة حماس بادرت مباشرة الى استجداء صلح طويل الأمد مع العدو لتقطيع مرحلة صعبة و أزمة خانقة في غزة نتيجة الطوقين الاسرائيلي الدائم والمصري المؤقت وما أدّى ذلك الى تكدس البطالة وعدم قدرة حماس على ضم كل الغزاويين الى التنظيم وتحمّل نفقات ذلك وما يترتب عن ذلك من خدمات مباشرة للمحاصرين وللمؤسسات القائمة والتي تحتاج الى دعم يومي كونها مؤسسات خدماتية وليست انتاجية وقد حصرت حماس دعم الخارج لها بدولة قطر التي ركبت موجة الاخوان في مواجهة المملكة العربية والجمهورية العربية المصرية .

 

توقفت إيران عن دعم حماس لسببين الأول مرتبط بموقف حماس من سورية ومن دور  إيران المذهبي فيها والثاني عائد لضعف إيران مالياً وعدم قدرتها على تمويل كل شبكات مصالحها دفعة واحدة خاصة في الحربين السورية واليمنية واللتين استنزفتا كل قدرات إيران المالية. الأمر الذي سبب مشكلة كبيرة لإيران في الداخل حيث امتدت الاحتجاجات الى أكثر المدن الإيرانية وفي الخارج حيث خسرت إيران جولات الحرب في اليمن وما ربحت في سورية نتيجة إخفاقها في تحرير المناطق التي سيطرت عليها المعارضة وكانت النتائج لصالح الروس الذين حققوا على الأرض في سنة ما عجزت عنه إيران بسنين .

 

إقرأ أيضا : نحو ثورة شيعية

 

 

توسّط قطر لحماس مع إسرائيل العدوة لإراحة المواطن الغزاوي وفتح المجال له كي  يعمل في مستوطنات العدو لتحرير القطاع من أعباء الحصار المفروض ، فيه إدانة كبيرة لقطر لا لناحية التعامل مع العدو باعتباره طبيعياً بين الدوحة وتل أبيب بل لناحية التخلّي عن مسؤولياتها تجاه أهل غزّة الذين بايعوا حماس ووقفوا الى جانب قطر في مواجهة الدول الخليجية الأخرى وكان على قطر مساعدة غزّة لا مساعدة حماس وهناك فرق بين دعم تنظيم يستهلك المساعدات ضمن أولويات تضمن رفاهية القيادة في حين أن مساعدة غزّة تنعش سكان القطاع وخاصة اذا ما كان الدعم منظماً وفق مشاريع انتاجية تدرّ على الناس أموالاً بعرق جبينهم وهذا ما يوقف سياسة فلسطينية معتمدة لدى فصائل فلسطينية تبغي إبقاء الفلسطينيين متسولين لا منتجين كي يبقوا وقوداً للأحزاب والتنظيمات الفلسطينية في معاركهم الداخلية وعلى كثرتها وفي معاركهم مع العدو وعلى قلتها .

 

لماذا لا تفتح قطر مجالاً للفلسطينيين للعمل فيها ؟ بحيث تصبح العمالة الفلسطينية العمالة الأساسية في قطر وهذا ما يُسهم في المقاومة ضدّ العدو الذي يبتز العمالة الفلسطينية لصالح سياساته الضاغطة على الفلسطينيين بلقمة عيشهم وهذا ما يحرّرهم من طغيان الممارسة الاسرائيلية بحق الفلسطينيين . 

 

إقرأ أيضا : المعارضة السورية تستسلم للروس

 

 

يبدو أن السياسات القطرية غير استراتيجية وهي تلعب في ملاعب الصراعات على مصالح هامشية بالنسبة للفلسطينيين لذا تأتي التحركات العربية جزءاً من الصراع العربي داخل المنظومات والشبكات العربية نفسها بحيث تعطي العدو الفرص التي يريدها وتسقط من الحساب المصالح التي يريدها ويحتاجها الفلسطينيون . 

 

من هنا كان للخلافات العربية - العربية والفلسطينية - الفلسطينية مساهمات لصالح العدو واستثمارات أغنت المصالح الاسرائيلية على حساب الشعوب العربية وبخاصة الشعب الفلسطيني وقضيته المقدسة .