بسبب كل هذا الترّهل الرؤيوي عند النظام الإيراني، فلا عجب أن يغرد اللواء السيد بما يخدم مصالحه هو
 

بالوقت الذي يولي العالم أنظاره شطر العاصمة الفنلندية هلسنكي على شواطىء بحر البلطيق، حيث القمة التي تجمع بين الرئيسين ترامب - بوتين، وبينهما ملفات الشرق الاوسط وفي مقدمتها الملف السوري وتشعباته ومنها الوجود الايراني على الجغرافيا السوريا  وما لهذا من تبعات ضخمة، يطل علينا حليف حزب الله " المستقل " اللواء جميل السيد بتغريدة غريبة عجيبة يقسّم فيها الشيعة الى قسمين شيعة اختصاص مقاومة بقيادة السيد حسن نصرالله وشيعة الدولة بقيادة الرئيس نبيه بري ليخلص إلى تحميل الرئيس بري التقصير الانمائي في منطقة بعلبك الهرمل .

 

هذه التغريدة التي اعتبرت إستهداف واضح ومقصود للرئيس بري، استدعت من رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الهرولة السريعة قاصداً عين التينة، وكما جرت العادة فإن حزب الله سوف يتبرأ من جميل السيد ومن تغريداته وطبعا سوف يشكي هو الآخر ( محمد رعد ) " فنعات " اللواء وأنهم غير قادرين على لجمه وسيخبر الأستاذ كم أن نواب الحزب يعانون هم أيضا من " حركات " زميلهم .

 

قد يكون في كلام محمد رعد الكثير من الحقيقة، خاصة إذا ما أخذنا بعين الإعتبار أن النائب الجديد قد أُسقط على لوائح ( نحمي ونبني ) بقرار سوري كما قيل حينها، إلا أن هذا كله لا يعني بأن حزب الله لا يتحمل كامل المسؤولية عن تصرفات هذا النائب المستجد ! وأكثر من ذلك، فإن إحتضان النائب اللواء " ودحشه " بين نواب الحزب بعد نقله من زحلة الى بعلبك لضمان فوزه يكشف لنا عن طريقة الأداء السياسي عند حزب الله وكيفية مقاربته للشأن العام .

 

إقرأ أيضا : قمة بوتين ترامب :حل لأزمة اسعار النفط

 

 

فالتحاف مع النائب جميل السيد، هو مؤشر واضح وصريح عن التحالفات التي ينسجها هذا الحزب ومن ورائه إيران في كل المنطقة ومن ضمنها لبنان طبعا، ليتبن لنا بوضوح أن القاعدة الأساسية والوحيدة التي يجب أن يتمتع بها حليف حزب الله كي ينال شرف التحالف هي أن يكون يعاني من حالة شبق سلطوي زعامتي، وأنه حاضر أن يفعل كل شيء من أجل الوصول إلى مآربه الزعامتية .

 

هذا ما شاهدناه مع ورقة التفاهم، وهذا ما بدا واضح مع بشار الأسد، وكذلك هي حالة نوري المالكي وعلي عبدالله صالح وقبلهم معمر القذافي 

وهذا ما يفسّر تخبّط " المشروع " الإيراني بالمنطقة، حيث لا رؤية سياسية ولا مخطط سياسي حتى ولا أهداف وغايات مصلحية تخدم الشعب الإيراني على الأقل ، اللهم إلا المزيد من الغرق والتخبط خبط عشواء على حساب شعوب المنطقة .

 

وبسبب كل هذا الترّهل الرؤيوي عند النظام الإيراني، فلا عجب  أن يغرد اللواء السيد بما يخدم مصالحه هو، ولا عجب أن يصرّح عضو البرلمان الإيراني بهروز بنيادي: "نأمل أن يستمر التعاون مع موسكو في سوريا وألا تستخدمنا كورقة مع واشنطن في قمة هلسنكي  !"