متى ستكون الشرارة الأولى والإنطلاقة نحو الشارع للمطالبة بالدولة في بعلبك الهرمل؟
 

قال الإمام علي (ع): "لا تستوحشنّ طريق الحق لقلّة سالكيه."،  فكيف اليوم بعدما أصبح طريق الحق ممتلىء بالأحرار وأصحاب الكلمة الحرة فهل سيبقون قلّة؟ 

ما عادت الانتصارات الوهميّة تنفع، ولا الكلام، ولا الشعر. لم يعد باستطاعة الأناشيد الثوريّة  تحريك عاطفة المواطن وحثّه على النزول الى الشارع ومن ثم العودة ممتلئ بالكلام والفراغ الثوريّ. 

كل الأنظار تتجه اليوم نحو بعلبك الهرمل. ماذا كانوا يعتقدون؟ أن الفقر والجوع سيولد الخضوع؟ أم أن هذه المنطقة خارج الحسبان لدى الثنائي؟ أم أنهم سيعطون المنطقة الفلتان الأمني وحرية العبث والتصرف فيها؟ 

إقرأ أيضًا: ‏‎تريدون الإنماء لبعلبك؟ لن نعطيكم سوى الأمن

 

الأصوات المرتفعة اليوم في بعلبك الهرمل تُطالب بالأمن والإقتصاد وسحب السلاح المتفلّت، وأن تبسط الدولة سيطرتها على هذه المنطقة المحرومة من أدنى مقوّمات الحياة. نعم، هذا كان في البداية. اليوم نشهد بداية ثورة في هذه المنطقة،  ثورة عفويّة غير منظّمة، ولكن هدفها واحد: الحق في الحياة والبقاء، الحق في التعليم، الحق في الاستشفاء. 

من المؤكد أن الأيام القادمة ستشهد تغيّرات في المنطقة. كرة الثلج تكبر والأصوات في وجه الأحزاب الحاكمة والحارمة للمنطقة تعلو، وهذا ما لم يكن في حسبانهم. ما زرعوه منذ أكثر من ثلاثين عام لن يستطيعوا تغييره بأيام، فكيف سيتداركون الأمور؟ هل لديهم القدرة؟ فلا ثقة بهم بعد اليوم! هذه الجملة تتردد على لسان أبناء المنطقة كلّما سئلوا عن امالهم بزعماء المنطقة . 

الجميع ينتظر والعيون نحو بعلبك الهرمل. متى ستكون الشرارة الأولى والإنطلاقة نحو الشارع  للمطالبة بالدولة؟ لا شيء غير الدولة التي يحلمون بها، دولة المناصفة ورفع الحرمان. لا شيء أكثر من مقوّمات الحياة، أبسط حقوقهم أصبحت حلم وهدف للحياة في منطقة منكوبة مهجورةً من كلّ شيء، إلاّ إستنزاف أهلها.