ماذا فعلت تغريدات اللواء جميل السيد وتغريدات النائب غازي زعيتر تجاه الأوضاع المتردية في منطقة بعلبك الهرمل؟
 

أمام هول المأساة التي يعيشها البقاع ومنطقة بعلبك الهرمل تحديداً، ومع استمرار حال التردي واللامبالاة التي تعيشها المنطقة بالرغم من الوعود الطنّانة والرنّانة التي أغدقت على المنطقة خلال فترة ما قبل الإنتخابات النيابية الأخيرة، وبالرغم من الوعود التي صدرت عن رئيس الجمهورية ورئيس مجلس النواب حول ضرورة العمل على معالجة الوضع القائم في هذه المنطقة، فإن كل ما تناله المنطقة حتى اليوم هو الخطط الأمنية والتغريدات والمواقف بعيدا عن أي عمل جدي وحقيقي، وكأن قدر البقاعيين وأهالي بعلبك أن يأكلوا ويشربوا خطط أمنية وتغريدات ومواقف من هنا وهناك لا يراد منها إلا مزيد من الإبتزاز والإستغلال السياسي وإبعاد الناس عن المطالب الأساسية المحقة لبعلبك الهرمل.

إطلاق التغريدات كموقف أو تعبير عن أي حدث هو أمر طبيعي، لكن التغريدات بشأن المعاناة التي يعيشها أهالي البقاع وبعلبك الهرمل هو استغلال خبيث ورخيص لهذه المعاناة خصوصا مع تكريس نعرة المناطقية والعنصرية بين اللبنانيين من خلال بث المزيد من التفرقة تحت عنوان "بعلبكي وجنوبي" .

كل اللبنانيين يقفون إلى جانب معاناة أهالي بعلبك الهرمل من الجنوب إلى بيروت إلى الشمال ويتشاركون معهم الإهمال والمعاناة واللامبالاة التي أصبحت هي السياسة المعتمدة من قبل الدولة ومن قبل الأحزاب والزعامات تجاه أي منطقة أو مجتمع على امتداد الأراضي اللبنانية كافة.

ماذا فعلت تغريدات اللواء جميل السيد وتغريدات النائب غازي زعيتر تجاه الأوضاع المتردية في منطقة بعلبك الهرمل؟ وكيف تحوّلت هذه التغريدات إلى سجال خرجت منه قضية بعلبك الهرمل ليظهر المزيد من الإستغلال السياسي لهذه القضية خدمة للزعامات على حساب بعلبك الهرمل وخدمة للأحزاب ومصالحها  على حساب هذه المعاناة؟

إقرأ أيضًا: في إسرائيل يُحاسبون الفاسدين وفي لبنان يُقدّسونهم!

 

ولماذا عمّم حزب الله من خلال العلاقات الإعلامية بياناً يدعو إلى عدم الخوض في هذه القضية على التواصل الإجتماعي فيما غاب نواب الحزب عن المشهد البقاعي بشكل كامل؟

لقد بات أهالي البقاع وبعلبك الهرمل أمام مهزلة حقيقية، ويبدو أنهم أمام متاجرة حقيقية بأوجاعهم ومعاناتهم وقضاياهم المحقة.

كل الأحزاب في بعلبك الهرمل متهمون بالتقصير بما فيهم حزب الله وحركة أمل بل هم أساس المشكلة وأمها وأبيها بصمتهم وإهمالهم ولا مبالاتهم، وبالأمس لم يتحرك النائب غازي زعيتر إلا للدفاع عن الرئيس نبيه بري وهذا حقه والجميع يحترم الرئيس بري، ولكننا أمام مشكلة حقيقية في بعلبك الهرمل ربما غابت عن النائب زعيتر وهي مشكلة الإهمال والحرمان والأمن، إن المشكلة التي أثارها اللواء جميل السيد أخذت إلى مكان آخر لأن الزعيم بنظر النائب زعيتر أهم بكثير من مئات الآلاف في بعلبك الذيم يموتون جوعا وقهرا وحرمانا بالرغم من أن تغريدة جميل السيد كانت دعوة إلى الإهتمام بما يجري في بعلبك الهرمل بغض النظر عن التفاصيل التي سيقت في هذه التغريدة والهدف منها.

وإن غياب حزب الله ونوابه والتعميم الذي صدر عن الحزب بشأن التواصل الإجتماعي هو هروب جديد من المشكلة لأن الحزب لا يملك أي أفق للمعالجة.

هل بات قدرا على البقاعيين وأهالي بعلبك الهرمل أن يبقوا في دوامة الأحزاب والزعماء والإملاءات والولاءات الحزبية والتكليف الشرعي؟

إن أهالي البقاع مدعوون اليوم للوقوف بوجه هذا الإستغلال وهذا الإبتزاز وهذه السمسرة من خلال استخدام كل وسائل الضغط المشروعة للضغط على الدولة لتثبيت حضورها على كافة الصعد أمنيا وإنمائيا واقتصاديا وغيره،  وعلى أحزاب الأمر الواقع والنواب بمختلف انتماءاتهم القيام بواجباتهم تجاه المنطقة ومن حق البقاعيين استخدام كل الوسائل المشروعة في سبيل قضيتهم  .