بعد المواجهة المرتقبة بين المنتخبين الفرنسي والكرواتي، مساء الغد في نهائي بطولة كأس العالم 2018 لكرة القدم، المقامة حاليا بروسيا، يسدل الستار على بطولة وصفها رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جاني إنفانتينو بأنها «أفضل كأس عالم على الإطلاق» مقارنة بالنسخ العشرين السابقة.

فيما يلي نظرة سريعة على أبرز أحداث العرس الكروي الروسي:

- أفريقيا

للمرة الأولى منذ 1982 لم يتأهل أي فريق أفريقي إلى الدور الثاني. لم تقترب مصر أو تونس من الصعود، ولم يكن المغرب محظوظا، فيما كانت نيجيريا والسنغال على بعد دقائق من التأهل؛ لكن عندما حسمت الأمور كانت خيبة الأمل كبيرة للقارة.

- لقب هداف البطولة

قبل المباراة النهائية ومباراة تحديد المركز الثالث، يتصدر هاري كين مهاجم إنجلترا قائمة الهدافين بستة أهداف، متفوقا على البلجيكي روميلو لوكاكو، والبرتغالي كريستيانو رونالدو، والروسي دينيس تشيريشيف، ولدى كل منهم أربعة أهداف. عادل كين حتى الآن مجموع ما أحرز غاري لينيكر في 1986، كأفضل هداف في تاريخ إنجلترا في نسخة واحدة، وهو أول من يحرز ثلاثة أهداف من ركلات جزاء. أحرز البرازيلي رونالدو ثمانية أهداف في 2002، وهو الوحيد في آخر عشر بطولات الذي سجل أكثر من ستة أهداف.

- هجمات مرتدة

أثبتت بلجيكا تفوقها في الهجمات المرتدة، ولا يوجد أمثلة أفضل أو أكثر إثارة من هدفها المذهل في الدقيقة الرابعة من الوقت المحتسب بدل الضائع في انتصارها على اليابان. وبعد ركلة ركنية لليابان وبتمريرة من يد الحارس تيبو كورتوا، وجد أربعة لاعبين بلجيكيين بطريقة ما الرغبة في الركض لمسافة الملعب بأكمله لصنع هدف رائع، يعبر عن السرعة والدقة، سجله ناصر الشاذلي.

- أول مشاركة

بدأت آيسلندا من حيث انتهت في بطولة أوروبا 2016، وتعادلت مع الأرجنتين في أول مباراة، وقدمت كل ما لديها؛ لكنها فرطت في فرصة التأهل من مجموعة صعبة. كانت مشاركة بنما كارثية، وتلقت هزيمتين ثقيلتين أمام بلجيكا وإنجلترا، كما خسرت أمام تونس.

- أوروبا

للمرة الثالثة في آخر أربع بطولات، سيكون النهائي بين فريقين أوروبيين. كان الدور قبل النهائي أوروبيا خالصا أيضا في النسخة الحالية، وفي البطولة السابقة التي أقيمت في القارة (2006). مرة أخرى سيطرت المنتخبات الأوروبية الكبيرة، وبعض الفرق الأقل مكانة أيضا على البطولة، رغم عدم تأهل إيطاليا وهولندا.

- بيكفورد

كان يمكن أن يكون أحد أفضل الأهداف في تاريخ كأس العالم؛ لكنه تحول إلى واحد من أفضل حالات التصدي في تاريخ النهائيات، إلا أن الإنقاذ المذهل من جوردان بيكفورد حارس إنجلترا، لتسديدة ماتيوس أوريبي من 30 مترا في الزاوية العليا، لم تتم إعادته حتى على الشاشة العملاقة في استاد سبارتاك؛ لأن كولومبيا أدركت التعادل من الركلة الركنية التي أسفرت عنها اللعبة.

- جيل ذهبي

شعر لاعبو بلجيكا بالملل والضيق من سؤالهم بشكل متكرر عن وصفهم بالجيل الذهبي، وأن «الوقت حان للارتقاء لمستوى التوقعات». وفي أغلب الأحيان كان ردهم بأداء مذهل وتسجيل أهداف لا تنسى، والتغلب على البرازيل في دور الثمانية؛ لكن المنتخب البلجيكي لم يستطع العثور على وسيلة للتفوق على دفاع فرنسا في الدور قبل النهائي. ومع ابتعاد أغلب الفريق، وخاصة اللاعبين المبدعين فيه، عن سن الاعتزال، يمكن توقع مزيد من عناوين «الجيل الذهبي» في غضون عامين.

- هازارد

ارتدى أخيرا ثوب النجم. وبعد أن اختفى في خروج بلجيكا من كأس العالم الماضية وبطولة أوروبا 2016، ارتقى إيدن هازارد لمستوى التوقعات في روسيا. استمر في طلب الكرة وترك بصمته على المباريات المهمة. لم يستطع فعل الكثير في الدور قبل النهائي؛ لكن لن يستطيع أحد اتهامه بعدم بذل جهد كاف هذه المرة.

- الكرة لن تعود إلى مهدها

أحيت مسيرة إنجلترا غير المتوقعة إلى الدور قبل النهائي نشيد 1996: «كرة القدم تعود إلى مهدها» والذي تردد في مكبرات الصوت في كل استاد، قبل مباريات الفريق، ومع كل هدف سجله. في بطولة أوروبا 1996 غنت الجماهير «30 عاما من الألم» في إشارة للغياب عن الألقاب منذ كأس العالم 1966؛ لكن العدد الآن ارتفع إلى 52 ويستمر في الزيادة.

- اليابان

حملت الراية الآسيوية بفخر داخل وخارج الملعب. بعد الهزيمة المؤلمة ضد بلجيكا كان يمكن التماس العذر للاعبي اليابان على إلقاء بعض الأكواب على الأرض؛ لكنهم جمعوا كل القاذورات ونظفوا غرفة الملابس لتظهر كأنها لم تستخدم من قبل. تركوا ملحوظة باللغة الروسية يشكرون فيها البلد المستضيف.

- كانتي

هل هناك لاعب ترك كل هذا التأثير على نجاح الفرق التي لعب لها، دون أن يجذب سوى القليل من الاهتمام؟ يحرس نغولو كانتي المنطقة التي تقع أمام دفاع فرنسا بفهم وتقدير، حتى أنه يكاد لا يكون بحاجة لكثير من الركض ليفعل ذلك. هو لاعب الوسط المدافع الحلم بالنسبة للمدافعين خلفه، وكان تخطيه بمثابة كابوس لكثير من الفرق في روسيا.

- أهداف متأخرة

بالكاد مرت أيام من دون تسجيل أهداف في اللحظات الأخيرة، وساهم في ذلك ما بدا أنه حد أدنى يبلغ خمس دقائق كوقت بدل ضائع. استمتعت إيران وكولومبيا وإنجلترا والبرتغال والأرجنتين والبرازيل وألمانيا وتونس، ومنتخبات أخرى، بهذا الانفجار من السعادة الذي يأتي مع هدف فوز أو تعادل، وساهم ذلك في زيادة إثارة البطولة.

- مودريتش

نضج لوكا مودريتش خلال البطولة، ونضج على مدار زمن المباراة في فوز كرواتيا على إنجلترا في الدور قبل النهائي. لمعت في نهاية المطاف تحركاته السهلة وتمريراته المتقنة ونظرته الثاقبة في القيام بالتمريرة الصحيحة، ومستواه الرائع الإجمالي مع تراجع الجميع من حوله. لم يكن ليونيل ميسي كذلك، وترك حلم كأس العالم من دون أن يحققه. ودع أحد أفضل اللاعبين في تاريخ كرة القدم، بجانب بيليه ودييغو مارادونا البطولة من دون أي صخب، لينضم إلى مجموعة أخرى من أفضل اللاعبين في التاريخ الذين فشلوا في حصد اللقب، ومن بينهم فرينتس بوشكاش، ويوهان كرويف، وجورج بيست، الذي لم يحصل حتى على فرصة اللعب في كأس العالم.

- نيمار

الاختيار الأول: بعد أن تعافى بشجاعة من غياب طويل بسبب الإصابة، كان نيمار أكثر لاعب ارتكبت ضده مخالفات في البطولة، وصاحب أكبر عدد من المحاولات على المرمى، مع محاولته قيادة المنتخب البرازيلي المخيب للآمال إلى النهائي للمرة الأولى في 16 عاما. الاختيار الثاني: جسّد نيمار كل ما هو سيئ في اللعبة الأكثر شعبية في العالم، وتوارت موهبته في ظل محاولات ادعاء السقوط والغش والتدحرج بشكل سخيف على أرض الملعب، مما جعله مثار سخرية العالم.

- الأكبر

أصبح الحارس المصري عصام الحضري أكبر لاعب سنا يشارك في كأس العالم، عندما خاض المباراة الأخيرة في دور المجموعات ضد السعودية وعمره 45 عاما، و161 يوما.

- ركلات الجزاء

كان احتساب 28 ركلة جزاء في البطولة حتى نهاية الدور قبل النهائي رقما قياسيا، بفارق كبير عن الرقم السابق وهو 18 ركلة جزاء في 2002. تم احتساب كثير من ركلات الجزاء نتيجة لتدخل حكم الفيديو المساعد.

- رونالدو

كان هدف رونالدو المتأخر من ركلة حرة في التعادل 3 - 3 مع إسبانيا، أحد أبرز لقطات المباريات الأولى. واصل أداءه البطولي؛ لكنه لم يستطع قيادة فريق برتغالي متواضع إلى دور الثمانية. لكن من بين «الكبار الثلاثة» في روسيا، يمكن أن يكون رونالدو الأكثر سعادة بما قدمه.

- خداع

بدا أن لاعبي كولومبيا سيطرت عليهم هستيريا جماعية عندما احتسبت ضدهم ركلة جزاء أمام إنجلترا، بسبب مخالفة ضد هاري كين؛ لكن خلال أربع دقائق من الاعتراض حاول أحدهم إلحاق الضرر بالمنطقة المحيطة بنقطة الجزاء في أرض الملعب حتى يجعل الأمور صعبة على من يسدد الركلة؛ لكن الأمر لم ينجح ونفذ كين ركلة الجزاء بنجاح، ومضت إنجلترا لتفوز بركلات الترجيح.

- تيكي تاكا

قامت إسبانيا بعدد مذهل من التمريرات بلغ 1137 تمريرة على مدار 120 دقيقة ضد روسيا؛ لكنها بالكاد صنعت فرصا للتسجيل، وودعت البطولة بركلات الترجيح.

- حكم الفيديو المساعد

مع استثناءات بسيطة للغاية، حقق الاستخدام الأول لنظام حكم الفيديو المساعد نجاحا كبيرا. احتسب كثير من ركلات الجزاء، وتم التراجع عن احتساب ركلات جزاء أخرى بعد مراجعة الفيديو، ولم يكن هناك أساس للمخاوف المتعلقة بتوقف اللعب لفترات طويلة ومتكررة.

- مفاجآت

وفقا لمواصفات كأس العالم، لا توجد مفاجأة أكبر من هزيمة ألمانيا أمام كوريا الجنوبية، لتحتل المركز الأخير في مجموعتها. اجتذب وداع إسبانيا للبطولة أمام روسيا المصنفة 70، وتعادل الأرجنتين مع آيسلندا، وهزيمتها الثقيلة أمام كرواتيا، وتعادل إسبانيا والبرتغال بصعوبة مع المغرب وإيران، تعاطف المحايدين.

- مصارعة

لأسباب غير معلومة، رأى كثير من اللاعبين أن أفضل طريقة للدفاع في الركلات الركنية هي تجاهل الكرة ولف أيديهم حول المنافسين وإسقاطهم على الأرض. وبعد أن غض الاتحاد الدولي (الفيفا) والحكام النظر في البداية، قرروا التدخل واحتساب ركلات جزاء، وهو الأمر الذي تسبب في إثارة غضب هؤلاء الذين حاولوا الإفلات من العقوبة في المباريات الأولى.

- الأصفر

اللون الشهير لقميص البرازيل الذي قررت في بعض المباريات تغييره بقمصان زرقاء، مثلما فعلت كولومبيا. طرحت نيجيريا قمصانا كانت الأكثر مبيعا في العالم، ثم ارتدت قميصا بتصميم مختلف في المباراة الأولى.

- زاغالو

فاز ماريو زاغالو بكأس العالم مرتين مع البرازيل، في 1958 و1962، ثم قادها كمدرب إلى اللقب في 1970. سار فرانز بيكنباور على خطاه في 1974 و1990، والآن يملك ديدييه ديشامب قائد تشكيلة فرنسا الفائزة باللقب في 1998، فرصة الانضمام لهذه المجموعة الاستثنائية.