خسارة الوزن قد لا تكون سهلة في كثير من الأحيان، خصوصاً أنها تتطلّب إجراءَ تغييرات على الروتين اليومي، وعادات الأكل، وربما أيضاً على الحياة الإجتماعية. وعند البحث على الإنترنت عن «كيف يمكن التخلّص من الوزن الزائد»، فقد تجدون نصائح عدة لا تقتصر فقط على المشي السريع وتناول السَلطات. لكن ماذا لو كانت مسؤولة عن فشلكم في تحقيق هدفكم؟
 

إستناداً إلى الخبراء من «Academy of Nutrition and Dietetics»، لا يوجد مكوّنٌ سحري سيجعلكم تخسرون الوزن. اختيار الحمية المتطرّفة قد يسبّب لكم الكسل عندما يتعلّق الأمر بممارسة الرياضة، ويخفّض المناعة، ويُبطئ الأيض، ويُصعّب القدرة على التحرّر من الكيلوغرامات الزائدة.

اطّلعوا في ما يلي على الأخطاء الشائعة في عالم خسارة الوزن، والتي يمكن أن تُبعدكم بأشواط عن تحقيق هدفكم.

حميات «Detox» مفيدة للجسم

بيّنت الدراسات أنّ المواد المؤذية الناتجة عن البيئة، كالـ»BPA» الموجودة في البلاستيك، قد تلعب دوراً في بعض الأمراض كالبدانة والسكري. لكن لا دليل على أنّ منتجات «Detox» التجارية كالشاي، والعصائر المُطهِّرة والحميات التقييدية قد تُزيلها بفاعلية. ناهيك عن أنّ غالبية أنواع الـ»Detox» تنطوي على تقييد السعرات الحرارية بشدّة، الأمر الذي ينعكس سلباً على الأيض ومحيط الخصر. السرّ الأقوى لتنقية الجسم من السموم يكمن في الكبد والكِليتين.

أفضل طريقة لدعم قدرة الجسم الطبيعية على تنقية نفسه هي عن طريق الأكل. يجب أولاً شرب كمية كافية من المياه كي تتمكن الكِليتان من طرد الكيماويات بشكل سليم. وإلى جانب طبق اللحم المفضّل لديكم، فإنّ إضافة البروتينات النباتية، كالفاصولياء والعدس، قد تساعد على دعم وظائف الكبد. ولا تنسوا أيضاً استهلاك 5 حصص على الأقل من الخضار والفاكهة يومياً لغناها بمضادات الأكسدة التي تساعد الجسم على التخلّص من المواد غير المرغوبة.

كلّ الكالوريهات متشابهة

يجب التأكّد من أنّ كلّ السعرات الحرارية لم تُنشأ بالتساوي عندما يتعلّق الأمر بخسارة الوزن. بعضها، كتلك الناتجة من الأطعمة الغنيّة بالألياف والبروتينات (بروكلي، ومكسرات، وعدس)، قد ثبُت أنها تلعب دوراً في تعزيز الأيض. هذه الأطعمة، إضافةً إلى الكربوهيدرات التي تملك مؤشر نسبة السكر في الدم منخفضاً (كالحليب والحبوب الكاملة)، تضمن الشبع لوقت أطول وبالتالي تمنع الإفراط في الأكل على الوجبة التالية. أدخلوا إذاً الكربوهيدرات، والبروتينات، والدهون، والألياف إلى كل الوجبات الرئيسة والخفيفة. وبدل الاكتفاء فقط بتناول تفاحة، التي تحتوي الكربوهيدرات والألياف، كسناك بعد الظهر، أضيفوا إليها ملعقة كبيرة من زبدة الفول السوداني لتعزيز البروتينات والدهون الصحّية. إشارة إلى أنّ الألياف والبروتينات تُبطئ سرعة تحرّك المأكولات في الجهاز الهضمي، وبذلك يتمكّن الجسم من استخدام المغذيات بكفاءة أكبر.

الامتناع عن الكربوهيدرات

الغذاء القليل بالكربوهيدرات سيؤدّي بدايةً إلى خسارة مزيد من الوزن. إعتماد هذه الحمية يدفع الجسم إلى استخدام مخزون الطاقة لديه، وبذلك ستخسرون الكثير من وزن المياه بدل الدهون. وعندما تُعاودون قليلاً الأكل الطبيعي، ستستعيدون هذا الوزن مجدداً. إذا استمرّيتم في الأكل على هذا النحو، فسيلجأ الجسم إلى مخازن العضلات لتحويل البروتينات إلى غلوكوز لتعويض نقص الطاقة. بما أنّ البروتينات تتحوّل إلى طاقة، يعني ذلك أنكم قد تخسرون بعض العضلات، الأمر الذي بدوره يُبطئ الأيض ويُصعّب القدرة على خسارة الوزن. لكن من جهة أخرى، فإنّ التوقف عن تناول الكراكرز والكوكيز ليس أبداً فكرة سيّئة. فهذه الكربوهيدرات لا تملك أيَّ قيمة غذائية. في الواقع، وجدت الأبحاث أنّ استبدال الكربوهيدرات المكرّرة بالحبوب الكاملة قد يؤدّي إلى خسارة الوزن تدريجاً. المطلوب منكم إذاً التركيز على الخضار التي هي كربوهيدرات مليئة بالمغذّيات، وعندما ترغبون في الحبوب اختاروا الأنواع الكاملة.

حذف الغلوتين مُفيد للجميع

حذف الغلوتين، الذي هو عبارة عن بروتين موجود في القمح والشعير والجاودار، مطلوب في حال معاناة داء السيلياك، أو حساسية القمح، أو حساسية الغلوتين غير المرتبطة بالسيلياك. غير أنّ الامتناع عن منتجاته من دون تشخيص طبّي قد يُعرّضكم لنقص في الفتيامينين D وB12، ومعدن الكالسيوم. لكن لمَ يُستخدم ذلك كأداة لخسارة الوزن؟ عند الانتقال من الكربوهيدرات المصنّعة، كالمعجنات والكايك، إلى مزيد من الخضار والحبوب الكاملة، كالكينوا والأرزّ الأسمر، ستحصلون على ألياف أكثر تدفعكم إلى الأكل أقلّ لقدرتها على توفير شبع أكبر. يجب أن تعلموا أنّ الكوكيز الخالية من الغلوتين تبقى كوكيز، ما يعني أنّ التركيز على الأنواع الخاطئة من المأكولات الخالية من الغلوتين قد يتعارض بدوره مع خسارة الوزن. قبل الامتناع عن الغلوتين، إحرصوا على استبدال نوع الكربوهيدرات الذي تتناولونه وكميته. إذا كنتم تحصلون على ساندويش مصنوع من الخبز الأبيض، إختاروا النوع المؤلّف من الحبوب الكاملة. وإذا كنتم فعلاً تشكّون في معاناتكم حساسية الغلوتين، تحدّثوا إلى طبيبكم قبل إجراء هذا التبديل.