كيف نصبح شعباً متطوراً ونذهب نحو عالم أفضل؟
 

نحنُ سجناء أفكارنا. يعتقد الإنسان أنه يمتلك الافكار في دماغه،وانما الحقيقة أن أفكاره هي التي تملكه. 
 

لنتكلّم قليلاً عن الأفكار كي ندرك كيف تستحوذنا وكيف نُصبح سجناء ما نعرفهُ. 
 

كلّ فكرة تدخل الدماغ هي بحاجة لموارد بقاء (سكريّات، مياه، اوكسيجين،الخ...)، فهذا يعني أنّ الفكرة تكلّف دماغنا موارد،وهي مكلفة! فتخيّل معي أنك منذ الولادة قد كبرت وتربيت على وجود رجل يعيش بين الغيوم وهو مصدر بقائك في هذه الحياة، هذه المعلومة دخلت الى دماغك وسكنت فيه، واستمراريتها اصبحت من استمراريتك ، وبدأت تصرف الموارد عليها، ومن ثم، بعد عشرين عاماً جاء احدهم ليُقنعك بالعلم وبالنظريّة التي تقول انه ليس هنالك رجل يعيش بين الغيوم، اول ما ستفعله هو رفض طرحه، بغضّ النظر عن الحقيقة اين تكمن! وذلك لأنّ دماغك سيشعر بالخسارة، وهو لا يريد أن يتأكد بأنه قد صرف موارد عشرين عاماً على فكرة خاطئة وغير صحيحة ، والانسان عند مواجهته بالرفض، لا يرفض بسبب تأكده علميّاً بأنه هو الحق والحقيقة، وإنّما هو سيرفض لمجرّد عدم القبول حتى لا يقع بالخسارة الدماغيّة.
 

ما علاقة هذا بالزعيم ؟ الأمور مترابطة، فالزعيم السياسيّ هو أيضاً فكرة، وبالأغلب قد ورثناها منذ الصغر. فأغلبنا  يتبع الأهل والعائلة بالسياسة، فتخيّل ان احدهم قد ترعرع على حبّ زعيمٍ ما وكبر وفي دماغه أنه هذا هو المخلّص للوطن وهذا هو الحقّ والحقيقة وكلّ شيء على الأرض! 
 

هنا عند مجابهته بمعلومات تدل على أن هذا الزعيم هو خائن للوطن او كاذب وانه يقوم بإستخدام الشباب للموت ليتربّع على عرشه، لن يجابه فقط بالرفض، انما دماغه سيعمل على خلق أفكار تبرر لهذا الزعيم افعاله لتتناسب هذه الافكار مع معلوماته القديمة لضمان استمراريته. 
 

كيف نصبح شعباً متطوراً ونذهب نحو عالم أفضل؟ 
 

من هنا، من هذه الدراسة على كيفية العمل الدماغي، نُدرك اننا لن نستطيع التغيير ولن نصبح شعوباً متطورة، الاّ بعد العمل على ثقافتنا وفكرنا ليصبح دماغنا مثل "اسفنجة"، تمتص المياه الجديدة وتُخرج منها القديمة، وعندها سنراجع حساباتنا وافكارنا لمجرّد معرفتنا عن منظومة عمل دماغنا.