ينبري بعض الكتّاب العرب، تبرعاً منه وخدمة لإيران، في الكتّابة ضد الأمن القومي العربي، بل وضد الأمن المتعلق بجزيرة العرب، خصوصاً إذا كان هذا الموضوع أو ذاك يخص المملكة العربية السعودية تحديداً، حسداً منهم. فما يصبح بجارك سيمسي بك. ولا يهمّنا من يكتب غير ذلك الذي يدّعي فهمه أو دراسته أو خبرتة في العلاقات الدولية، ومع ذلك ينكر على المملكة العربية السعودية حماية أمنها القومي والأمن العربي عامة، في مسألة تدخّل إيران ومعها قطر في ايصال الحوثيين المؤدلجين إيرانياً إلى صنعاء. 

فالرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر حضر عام ١٩٦٢ بعد انقلاب على الشرعية في صنعاء بجنود وصل تعدادها يوماً من الأيام إلى أكثر من خمسين ألفاً، وينكر البعض علينا تدخلنا لصالح الشرعية (الإمامية) حينها. وتَركَ عبد الناصر الجبهة مع إسرائيل وجاءنا من الخلف ليهدم دولتنا، وأخيراً عاد بعد أن ضاعت سيناء كلها وهو يحارب "الرجعية" في اليمن، والقصد السعودية والحرمين والنفط، وعاد خاسراً وترك اليمن لليمنيين. 

والآن يتعامى كثير من الكتّاب عن خطر إيران التي أرسلت بمعدل طائرتين يومياً إلى صنعاء بعد وصول الحوثيين إلى دار الرئاسة، وصواريخ إيران تصل إلى الرياض من بلد فقير تنموياً واقتصادياً. ومع ذلك يتعامى أنصار إيران عن هذه الصواريخ التي أثبتنا أنها صُنعت في إيران. وعندما تتدخل إيران في أذربيجان وتعزز وتدعم ارمينيا ضد اذربيجان المسلمة الشيعية لا يقولون في ذلك شيئاً. ولا يرون في إيران التي غزت عمان أكثر من خمس مرات خطراً عليهم منها. وعندما يرون الإمارات تقوّي أمنها الذاتي وتشارك المملكة في حماية الجميع يقولون هذه من نزوات محمد بن زايد.

أما عُمان فستتركها إيران الآن لتكون جسراً لها إلى جزيرة العرب التي لها معها ثأر تاريخي كبير، لكن عندما تعود الإمامة إلى عُمان ويعود ناصر بن مرشد وسيف بن سلطان وأحمد بن سعيد، سيدرك العمانيون الخطر الإيراني الكامن تحت الرماد. وحينها لا ينفع كتّاب طهران العرب المحرّضين على أخوتهم الندم، وسيعلمون أن الحسد والحقد الشخصي ليس له مكان في العلاقات الدولية وبقاء الدول وكياناتها، وأنهم ليسوا أرحم منّا باليمن. فلم تقدم إيران فلساً واحداً ولا ديناراً للأخوة اليمنيين، وكذلك العمانيين الذين يعلمون جيداً مواقفنا مع عُمان ويعلمون أيضاً مواقف إيران مع عُمان ومع أخوتها في مجلس التعاون من الكويت والبحرين والسعودية، والثورات التي تريد أن تشعلها في بلادنا. وحتماً لو اشتعلت ستمتد إلى أدم ونزوى والجبل الأخضر. فاكتبوا ما أردتم، فلن تمنعونا من حماية أمننا وأمنكم أيضاً الذي لا نريد شيئاً من خلاله.

 

(سعد بن عمر)