أكثر من عشر قرى في غرب بعلبك تعاني من العطش بسبب اعتداءات موصوفة من أشخاص معروفين للأجهزة الأمنية على شبكة جر مياه اليمونة. المشكلة التي تتكرر كل صيف منذ عشر سنوات لا تزال على حالها رغم كل التهليل للخطة الأمنية في البقاع أخيراً

التعديات على مياه اليمونة وقطعها عن قرى وبلدات في غربي بعلبك (شمسطار وطاريا وحدث بعلبك والنبي رشاده وكفردان وقرى بيت مشيك) باتت اشبه بحكاية ابريق الزيت: تبدأ كل صيف لري حقول الحشيشة والبطاطا والبصل والثوم، أو لملء برك صيد البط، وتنتهي مع حلول الشتاء، بعد أن تكبّد أهالي هذه القرى والمزارعين فاتورة مرهقة.

«بكل بساطة، مياه اليمونة تسرق على عين الأجهزة الأمنية ومؤسسة مياه البقاع والمسؤولين»، يقول حسن زعيتر معبّراً عن حال الغضب التي تعيشها قرى وبلدات غرب بعلبك بفعل التقاعس في حل هذه المشكلة التي فاق عمرها العشر سنوات، رغم المطالبات والإجتماعات التي عقدت مع قيادة الجيش لمؤازرة مؤسسة المياه في قمع التعديات. فيما أكّدت مصادر ان ساحات هذه القرى قد تشهد قريباً قطع طرقات واعتصامات احتجاجية.

ويتساءل أبناء المنطقة عما اذا كانت التعديات على أملاك عامة ومرفق حيوي، وحرمان عشرات الآلاف من ابسط حقوقهم، لا تعتبر مخالفات تستدعي تدخل الأجهزة الأمنية لقمع من يبيع مياه اليمونة لكبار المزارعين والمستثمرين. 

مصدر مسؤول في مؤسسة مياه البقاع أكد لـ«الأخبار» ان موظفي المؤسسة لا يمكنهم ردع المعتدين «ولا المخاطرة بحياتهم خصوصاً بعدما تعرض أحد الموظفين لإطلاق نار أثناء محاولته فتح أحد الريغارات للسماح بوصول المياه الى القرى العطشى»، لافتاً الى المؤسسة رفعت كتباً عدة الى قيادة الجيش لمعالجة المشكلة بسبب انعكاساتها السلبية على المؤسسة وخدماتها وجبايتها للاشتراكات، إلا أنها لم تتلقّ أي جواب.

اللافت في كل ذلك أن مؤسسة مياه البقاع والأجهزة الأمنية على علم تام بهوية المعتدين على شبكة جر مياه اليمونة. وأوضح المصدر في مؤسسة المياه أن «الإعتداء على المياه يحصل من أشخاص من آل جعفر وشمص وكيروز، وآخرين»، مشيراً الى أن «عدم قمع الدولة للمعتدين سمح بحصول تعديات جديدة على الشبكة في أماكن مختلفة وبشكل فاضح». 

 

مياه بعلبك موحلة


ليس بعيداً عن هذه البلدات، تعاني مدينة بعلبك نفسها من مشكلة مياه الشفة. فمنذ نحو شهر، تصل المياه موحلة الى المنازل. رئيس بلدية بعلبك العميد حسين اللقيس أوضح لـ«الأخبار» أن المشكلة سببها ان هناك من يحفر آباراً خاصة في حي العسيرة على المجرى نفسه الذي يقع عليه بئر المصلحة التي أوقفت التغذية الى حين صفاء المياه. لكن هل أوقف حفر الآبار الخاصة؟. يؤكد اللقيس أن «اعمال الحفر مستمرة لحصول اصحابها على تراخيص خاصة»(!). وأكد أن مجرى المياه قوي ولن يتأثر بالآبار التي تحفر حالياً، ما خلا بعض الانهيارات اثناء الحفر التي تتسبب ببعض المياه الموحلة «والمسألة تتطلب بعض الوقت فقط»!

مصدر في مؤسسة مياه البقاع أكد أن المصلحة عادت الى توزيع المياه ولفت إلى أن تراخيص الآبار الخاصة «غير شرعية لأنه ينبغي الحصول عليها من وزارة الطاقة والمياه».

 

مأدبة تقتل طفلا وتسمّم 30!


لم تنجح الإسعافات الأولية في انقاذ حياة عمران عبد الرزاق العموري. توفي الطفل السوري ابن العشر سنوات بعدما تناول طعاما بائتاً وأصيب بالتسمم مع نحو 30 آخرين من النازحين السوريين في دير الأحمر وبشوات وبرقا في البقاع نقلوا اثرها الى مستوصف بلدة دير الأحمر، في حين نقلت الحالات الخطرة الى مستشفيات مدينة بعلبك. 

وعلمت «الأخبار» من مصادر أمنية أن التحقيقات الأولية بيّنت أن السوري ابراهيم محمد سلوم الذي يقطن في بلدة دير الأحمر أقام مأدبة غداء، قبل يومين، عن روح والده الذي توفي في سوريا «بحسب العادات والتقاليد»، دعا إليها أقاربه ومعارفه من العائلات السورية في دير الأحمر، ثم وزّع ما بقي من طعام (كبسة أرز باللحم) على عائلات سورية في بلدتي برقا وبشوات. وبحسب المصادر فإن الوجبات الغذائية التي وزعت «تم تناولها في اليوم التالي على الأرجح»، ما أدى الى التسمم. وشددت المصادر على ان من تناولوا الطعام خلال المأدبة الرئيسية لم يصابوا بالتسمم، واقتصر الأمر على من تناولوا الطعام بائتاً في اليوم التالي. الأجهزة الأمنية فتحت تحقيقاً في حادثة التسمم وتتابع الاستماع الى افادة عدد من السوريين والمصابين.