استدرجوها الى سهل طاريا، وبحجة "الشرف" قتلوها، تفاخروا بجريمتهم، لا بل أكثر من ذلك رفضوا دفنها. رموا جثتها على مقربة من المنزل "كي تنهش الكلابَ لحمها"، وفق ما أكد قريب الضحية رابيه حمية "التي دفعت قبل يومين ثمن العقلية الرجعية لقريبها المتّهم الرئيسي بقتلها"، وفق قوله.

اتهامات بلا اثبات

"قصة رابية (35 سنة) مع الغدر طويلة، تبدأ من صغرها عندما كانت تبلغ من العمر سنة، حينها قُتل والدها على يد شخص من أقربائه في جريمة ثأرية، لتتربى مع شقيقتها يتيمة الأب والأم التي تزوّجت وسافرت الى أميركا. ترعرعت في منزل جدها لأبيها، الى ان تزوّجت قريبها العنصر في قوى الامن الداخلي. رُزقت بفتاتين، كانت الامور تسير على ما يرام، الى ان طلقها قبل نحو شهرين"، وفق ما قاله قريبها لـ"النهار"، شارحاً: "سكنت في منزل قريبها، لتكثر الاقاويل عليها، ومنها أمور متصلة بالسلوك، وذلك على الرغم من ان احداً لم يرَ شيئاً بعينه".

غدر الاقرباء

"ضيّق قريب رابيه عليها، حاول منعها من الخروج من البيت. وبعدما ضاق ذرعاً من الكلام الذي يتداول عنها، اتخذ قراره بإنهاء حياتها، اتفق مع قريبته وزوجها باستدراجها الى سهل طاريا، وبالفعل اطلعتها قريبتها انها تريد اصطحابها في نزهة الى بلدة بريتال، صدقتها وتوجهت معها في سيارة زوجها، قصدوا بريتال ومن ثم توجها بها الى سهل طاريا، ليحضر قريب ويطلق النار عليها، أصابها بثلاث طلقات من مسدسه، تركوا جثتها في المكان وعادوا أدراجهم".

إمعان في الاجرام

عندما عثر اهل البلدة على جثة رابية، الام لطفلتين في السهل، ابلغوا القوى الامنية التي حضرت الى المكان وفتحت تحقيقاً بالحادث، ولفت قريبها إلى أنّه "لم يخبئ قريبها فعلته، بل على العكس كان اتصل بأقربائه وأبلغهم انه غسل شرفه بيده، قبل ان يفرّ مع ابنائه من البلدة الى السهل. الامر المؤسف كذلك انهم رفضوا دفنها، رموها على مقربة من المنزل "كي تنهش الكلاب لحمها" وفق وصفهم، ما اثار غضب قريبها عزت حمية الذي اصرّ على دفنها. وبالفعل عند الساعة العاشرة من ليل امس قام بذلك"، مضيفاً: "لم يقيموا عزاء لها، فتقاليد العائلة تمنع ذلك عندما تتعلق القضية بالشرف".

فتح مخفر شمسطار تحقيقاً بالقضية، ووفق ما اكده مصدر في قوى الامن الداخلي لـ"النهار"، "لم يتم توقيف احد الى الان، بعد فرار المتهمين"، مضيفاً: "اصيبت رابية بثلاث طلقات نارية أنهت حياتها، التحقيق لا يزال مفتوحاً لكشف كلّ تفاصيل الجريمة".

استنكار "حمية"

حالة من الاستنكار شهدها موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" من اشخاص من آل حمية، الذين رفضوا قتل رابية، مؤكدين انها ظلمت من اقرب الناس إليها، منهم من كتب معلقاً على صورتها التي نشرتها صفحة "طاريا ضيعتنا": "رابية مظلومة والله كبير ما بيترك الظالم ان الله يمهل ولا يهمل".