هل ستتجرّع إيران كأس السم مرّة ثانية وتدخل في صفقة العصر؟
 

مع دخول الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى البيت الابيض، دخل معه النظام الإيراني دائرة الخطر الشديد، وهذا ما يتضح يوما بعد يوم، من العقوبات الإقتصادية المتصاعدة، وصولًا الى الانسحاب الاميركي من الاتفاق النووي وتضييق  الخناق على النظام الإيراني ووضع الحرس الثوري على لائحة الإرهاب وصولا إلى الإستهداف شبه اليومي للقواعد الإيرانية بسوريا.

كل هذه المؤشرات وغيرها لا تنبئ إلا على تحول جوهري وجدي هذه المرة في السياسة الأميركية اتجاه النظام الإيراني حتى بتنا نسمع تسريبات عن لسان كبار المسؤولين الأميركيين يحكون فيها عن إسقاط النظام الإيراني او على الأقل ترويضه، وإعادة نفوذه إلى داخل حدوده.

الضربة القاضية التي تخشاها طهران وتسعى بكل جهدها لتجنبها هي منع تصدير النفط الإيراني، فمثل هذه الخطوة يعني خنق نظام طهران وإفقاره مما يعني بالضرورة إسقاطه بعد حرمانه أي قابلية للحياة.

إقرأ أيضًا: المقاومة تنتصر فترتاح إسرائيل

السؤال الكبير هنا هو ماذا ستفعل إيران أمام هذا الخطر الداهم؟ خاصة اذا ما أخذنا بعين الإعتبار أن مقوّمات المواجهة صارت شبه معدومة لدى إيران، إن إقتصاديا بعد إستنزاف مقدرات البلاد بالحروب التي أدخلت فيها على أكثر من ميدان في اليمن وسوريا والعراق أو من خلال فقدان طهران أي غطاء سياسي دولي أو إقليمي أمام جدية ترامب بالذهاب الى النهاية فلا مجال هنا للعب على حافة الهاوية مع جنون ترامب وقراراته المتهورة وهذا ما بدا واضحًا من خلال الرد الأميركي على "مزحة" إغلاق مضيق هرمز التي لم تصمد لأكثر من أربعة وعشرين ساعة.

محركات الدبلوماسية الإيرانية هذه الأيام تعمل بكل طاقاتها، نحو أوروبا والصين والأهم نحو روسيا التي وصلها مستشار المرشد علي ولايتي بالتزامن "صدفة طبعًا" مع وصول وفد إسرائيلي برئاسة نتنياهو إلى موسكو أيضًا.

إن البراغماتية الإيرانية التي جعلت من الإمام الخميني يتجرّع كأس السم في مثل هذه الأيام من عام 1988 والموافقة على القرار الدولي 589 القاضي بالوقف الفوري لإطلاق النار مع العراق بعد حرب دامت ثمانية سنوات في سبيل الحفاظ على نظام "الإسلام المحمدي الأصيل" فمن غير المستبعد أن يتجرّع هذا النظام كأس السم مرة ثانية ويدخل فيما يسمى هذه الأيام بصفقة العصر ومن أجل نفس الأسباب.