لا تسمع لهؤلاء دولة الرئيس، ولا تسمح لهم بتشويه سمعة من وقف إلى جانبك، حين عزّ الرجال، وعزّ الوقوف
 

 
 
بعدما أعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أنّه "طُعن" من ماكينة المستقبل الانتخابية، في ما يبدو أنّه كان "محاولة اغتيال" نيابية، أُلحقت باغتيال وزاريّ، بحجة فصل النيابة عن الوزارة، بدأ البحث عن "الماكينة" التي عملت على "الطعن".


إنتشر ظهر اليوم فيديو التقطه أحد المواطنين من مدخل شارع الحمرا في بيروت، قرب وزارة الداخلية والبلديات، لعنصر أمني مسلّح يقطع الطريق، ويقترب منه متطوّع في الصليب الأحمر ليطلب منه فتح الطريق من أجل إسعاف مريض، فيرفض. وقد انتشر الفيديو بشكل غير مسبوق خلال ساعات قليلة.


فوراً كتبت الناشطة على فيسبوك، ندين بكّور، المعروفة بصداقة قويّة، وربما علاقة عمل، مع أحد القريبين جدّاً من الرئيس سعد الحريري، كتبت التالي: "دولة الرئيس بدنا وزرا من الناس، عالم عاديين طبيعية مش مرضى نفسية، بدنا وزرا بيمشوا فوق الناس لأنن من الناس، وزرا إذا شافوا مريض بيوقفوا هنه بيسعفوه مش يمنعوا عنه سيارة الإسعاف وبيقتلوه".


وفي التعليقات على ما كتبته، سألها البعض عن صاحب الموكب، فقالت إنّ ما نشرته قناة "الجديد" عن أنّه موكب الرئيس الحريري هو عارٍ من الصحة، وأكّدت أنّه موكب الوزير المشنوق. وقالت إنّ المشنوق "يفرفر في آخر أيامه"، على سبيل الشماتة من احتمال عدم إعادة توزيره.

 

إقرأ أيضا : المشنوق: طُعنت من ماكينة «المستقبل»

 


بعدها صوّر المستشار الإعلامي للوزير المشنوق ما كتبته بكّور، وكتب التالي: "الخبث والكذب والتجنّي والوقاحة... وبينزاد عليهم". ونشر بركات صور تعليقات بكّور على صفحته. وذلك بعدما اعتذر الرئيس الحريري عبر تويتر، مقرّاً أنّه موكبه الذي كان متوجّهاً من بيت الوسط إلى عين التينة للقاء الرئيس بري، وآملا أن يأتي وقت ويتخلّص من الإجراءات الأمنية.


هي أوّلا تُحسب للرئيس الحريري، وجرأته في الاعتذار، عن فيديو شاهده أكثر من مليون على فيسبوك على عشرات الصفحات، خلال ساعات قليلة. ويُحسب له أنّه أخذ بصدره المسألة ولم يتهرّب.


لكنّها أيضاً تظهر أنّ ما قاله الوزير المشنوق عن "الطعن" داخل تيار المستقبل وماكيناته، له أسس وفرق عمل، في السياسة والدهاليز، وفي مواقع التواصل الاجتماعي. خصوصاً أنّ بكّور معروفة بقربها من شخصية تبيّن مراراً أنّها تدير حملات ضدّ الوزير المشنوق.


قد تكون الفرصة مناسبة للرئيس الحريري كي يعيد النظر ببعض المقرّبين منه، خصوصاً من الذين يستجلبون له عداوات وخصومات هو في غنى عنها، وخصوصاً داخل الطائفة السنية. وبكّور قد تكون رأس جبل الجليد، وطرف الخيط في مجموعات تُدار من داخل تيار المستقبل، بغير علم الرئيس الحريري، مهمّتها كانت مراراً التجنّي والافتراء على المشنوق، وتجييش الحملات ضدّه، وضرب إنجازاته، وتشويه سمعته وصورته. وهذا في النهاية لا يصبّ في صالح الحريري، لأنّ المشنوق وزير الداخلية في حكومته، وأحد أبرز الوزراء في فريقه السياسي.


ندين بكّور لا تمثّل نفسها، بل من يشغّلها في محيط الرئيس الحريري، بغير علمه طبعاً، وهذه رسالة كي ينتبه الرئيس الحريري إلى احتمال وجود من يقود حملات مستمرّة ضدّ المشنوق، في محيطه، وأن يفطن إلى أنّ من يعمل على زرع بذور الخلاف والشقاق بينه وبين آخر الأقوياء في الطائفة السنية وفي محيطه، ليس وفياً له، ولا مستشاراً صادقاً، ولا صديقاً مُحبّاً، بل هو عدوّ، ولكن "لا تعلمون".


فلا تسمع لهؤلاء دولة الرئيس، ولا تسمح لهم بتشويه سمعة من وقف إلى جانبك، حين عزّ الرجال، وعزّ الوقوف.