هُناك بصيص أمل في الإنتخابات التي مضت، لكن الأغلبية من أبناء المنطقة خضعوا
 

‏‎ما قبل ٦ ايّار ليس كما بعده، فكلام أيّار يمحيه النهار. لا شكّ أن الوضع الأمني في بعلبك الهرمل مأساوي، فلا سلطة فوق العصابات وأصحاب الخوّات المسيطرين على أبناء المنطقة. بعلبك مدينة الشمس تشتاق لنور الدولة ولبصيص نور الإقتصاد.

"بعلبك خزّان المقاومة، بعلبك أساس الانتصار..."، هذا الشعرُ لا يصلح لتوظيف شاب جامعيّ تخرّج منذ سنوات وما زال يدورُ في فلك البطالة، ولا لاتمام معاملة اخراج قيد تستلزم نصف ساعة إلى زحلة لإتمامها، ولا تزيد من ال ٢٥٠ سرير في مستشفيات المنطقة مجتمعة لأكثر من ٣٠٠ الف نسمة، ولا تغيّر قرار انشاء مبنى محافظة في الجرود التي عليك أن تقوم بدورة تخشّن لتتعلم التسلق والقيادة في الطرقات الوعرة للوصول اليها. 

‏‎إنّها بعلبك الهرمل منطقة الوحوش الكاسرة كما أرادوها بفضل ١٢٠ من كبار المطلوبين الذين بمعظمهم غادروا لبنان قبل بدء الخطة الأمنية بأيام ولم يبقى سوى المخالفين لأنظمة السير، فأصبحت الخطة عليهم.

إقرأ أيضًا: الدويلة تحكم الفقراء

 

‏‎منذ عام ١٩٩٢ حتى اليوم لم يكن باستطاعة نواب المنطقة تقديم أيّ من الخدمات لها، تفجّرت الحالة قبل الإنتخابات وأصبح يعلو الصراخ، فجاء الحلّ بإعادة انتخابهم بعد تدخّل الامين العام لحزب الله شخصياً، عارضاً زيارتهم بيت بيت اذا لزم الأمر. 

‏‎ماذا جرى؟ ماذا حصل بعد الانتخابات؟ لا شيء على مستوى الخدمات، لا شيء على صعيد الإنماء، لا وظائف، لا مراكز حكومية، لا جامعات، لا مستشفيات، لا مدارس، لا مراكز خدماتية... فلا نستطيع أن نقدم لكم سوى الأمن! وبعد تهريب المطلوبين من جهات لا يعلمها سوى الله، لا شيء يُعرف هنا الاّ أنّ المنطقة أصبحت فارغة من كلّ شيء وآخر فراغ هم المطلوبين.

كان هُناك بصيص أمل في الإنتخابات التي مضت، لكن الأغلبية من أبناء المنطقة خضعوا امّا بسبب الشعارات المذهبية وامّا بسبب الوعود التي لم يتحقق منها شيء، فكانت العمليّة عبارة عن رهان على زعماء من الواضح أنهم لا يبالون بالمنطقة ولا يرون فيها الاّ ارقاماً انتخابية، ولكن من المؤكد انها كانت آخر المراهنات، وكما يبدو ويلوح في الأفق أنّ هنالك اتّجاه نحو تحرّك شعبيّ في المنطقة للمطالبة بالمناصفة وإعطاء أدنى الحقوق ومقوّمات الحياة.