أسكَت الإسباني روبرتو مارتينيز المُشكّكين بكونه الرجل المناسب لقيادة «الجيل الذهبي» للمنتخب البلجيكي لكرة القدم في سَعيه إلى المجد العالمي، بعد معاناته مع فريق إيفرتون في الدوري الإنكليزي الممتاز.
قاد مارتينيز بلجيكا إلى الدور نصف النهائي لنهائيات كأس العالم للمرّة الثانية في تاريخها، بعد الأولى عام 1986 في المكسيك عندما حلّت ثالثة، وذلك بعدما حققت أفضل نتيجة في المونديال الروسي بالفوز على البرازيل 2-1 في الدور ربع النهائي.


ويلاقي «الشياطين الحمر» المنتخب الفرنسي اليوم في سان بطرسبورغ، بحثاً عن بلوغ المباراة النهائية للمرّة الأولى في تاريخهم.


وبتخطّيه دور الثمانية، نجح مارتينيز بالفعل في تحقيق ما فشل فيه سلفه مارك فيلموتس الذي خرج معه منتخب بلاده من الدور ربع النهائي لمونديال 2014 بالخسارة أمام الأرجنتين (0-1)، ومن الدور ذاته في كأس أوروبا الأخيرة في فرنسا 2016 بالسقوط المفاجئ أمام ويلز (1-3).


ومع ذلك، فإنّ الطريقة التي أدار فيها مارتينيز المسيرة نحو نصف النهائي، تبرّر قرار الاتّحاد البلجيكي التعاقد مع مدير فني كان ينظر إليه في عام 2016 على أنه ليس «الرجل المناسب» لهذه المهمة، بعد 3 مواسم غير ناجحة على رأس الإدارة الفنية لفريق إيفرتون، ثاني أندية مدينة ليفربول.

أدوار متعدّدة لفلايني
وكان المنتخب البلجيكي، الذي تعجّ صفوفه بأفضل المواهب في الدوري الإنكليزي الممتاز مثل كيفن دي بروين وإدين هازار وروميلو لوكاكو، في طريقه إلى خروج مُبكر في آخر مباريات الدور ثمن النهائي عندما تَخلّف 0-2 أمام اليابان.


إلّا أنّ تغييرات مارتينيز أنقذت الموقف، حيث دفع بمروان فلايني وناصر الشاذلي بدلاً من درايس مرتنز ويانيك كاراسكو، وقلبَ الطاولة على «الساموراي الأزرق» بتسجيل 3 أهداف مُذهلة، آخرها كان في الثواني الأخيرة من المباراة. واستغلّ المدرّب الإسباني البنية الجسدية لفلايني، الذي أدركَ التعادل بضربة رأسية إثر تمريرة رائعة من هازار.


وعلى رغم احتفاظه بمكانه أساسياً في التشكيلة أمام البرازيل، إلّا أنّ فلايني لعب دوراً مختلفاً للغاية، حيث كان لاعب خط وسط مانشستر يونايتد الإنكليزي درعاً إضافياً أمام الدفاع، لتحرير دي بروين كي يلعب أكثر في الهجوم.


وفي تكتيك قديم من فترة تواجدهما معاً في إيفرتون، إنتقل لوكاكو أيضاً إلى اللعب على الجهة اليمنى بدلاً من اللعب كقلب هجوم، وكان مهاجم مانشستر يونايتد أيضاً مصدر الهدف الثاني لبلجيكا في مرمى البرازيل عندما انطلق بمجهود فردي في منتصف الملعب تخلّص فيه من 3 برازيليين ومَرّر كرة إلى دي بروين الذي هَزّ بتسديدته القوية من حافة المنطقة، شباك الحارس أليسون، لتنهي بلجيكا الشوط الأوّل بثنائية نظيفة.


وقال مارتينيز بعد المباراة: «أعتقد أنه عندما تلعب ضد البرازيل، يجب أن تكون لديك ميزة تكتيكية». مُضيفاً: «كان يجب أن أكون شجاعاً لتغيير خطة تكتيكية في المونديال، لقد كان ذلك رهاناً واللاعبون آمنوا به».


بإنجازه في روسيا، كسر مارتينيز حاجزاً لم يكن يلاقي إجماعاً في بلجيكا، يتعلّق بكونه إسبانياً لا يُتقن اللغتين الفرنسية والفلمنكية المستخدمتين على نطاق واسع في بلجيكا. ومع ذلك فإنّ لاعبي المنتخب جميعاً يتحدّثون باللغة الإنكليزية.


وكان مارتينيز قد وعد البلجيكيين،ن عند تعيينه عام 2016، بأن يتعلّم بسرعة إحدى اللغات الثلاث في البلاد (الفرنسية، الألمانية، الهولندية)، لكنه بعد نحو عامين لا يزال يفضّل الحديث بالإنكليزية في المؤتمرات الصحافية.


وقال مارتينيز في بداية البطولة: «ليست لديّ خلفية في كل الثقافات والتنوّع في بلجيكا... أنا أتخذ كل قراراتي على أساس كرة القدم».