لماذا يشعر العدو الإسرائيلي بالراحة مع كل إنتصار إلهي وغير إلهي لمحور الممانعة؟
 

ثمة مفارقة غريبة عجيبة في مقاربة ما يسمى بمحور الممانعة لموضوع الانتصارات التي يحققها، فمع كل إنتصار إلهي أو غير إلهي يشهد العدو الإسرائيلي المزيد من الإطمئنان والسكينة وراحة البال.

فمنذ الإنتصار الكبير 2006 بجنوب لبنان والذي تمخض عنه إتفاق 1701 منذ أكثر من 12 عام، والحدود الشمالية لفلسطين المحتلة تنعم بهدوء لم تعهده حتى أيام اتفاقية الهدنة بين لبنان واسرائيل (23 آذار 1949)، حيث شهدت في تلك الفترة خروقات كثيرة من الجانبين.

وهذا تمامًا ما نشهد إرهاصاته هذه الأيام في الجنوب السوري، فمع تقدم جيش بشار الأسد نحو الحدود مع فلسطين المحتلة على جثث أبناء حوران وأنقاض بيوت أهالي درعا بفضل الغارات الإجرامية غير المسبوقة لسلاح الجو الروسي وتدمير البشر والحجر، لا يخفي العدو الاسرائيلي وإعلامه صباح مساء عن تحقيق رغبته في انتشار جيش بشار على طول الحدود معها.

 

إقرأ أيضًا: من محرومي الجنوب إلى محرومي بعلبك الهرمل (خدونا بحلمكن)

 

طبعًا في الجنوب السوري لا يحتاج الأمر إلى 1701 جديد، فنظام البعث الحاكم في سوريا قد ضمن أمن الحدود بشكل تام وكامل منذ عقود، وهذا لا يحتاج إلى دليل أو برهان فاستقرار نظام آلـ الأسد كان ولا يزال يعتمد ببقائه واستمراره على هذا الدور المنوط به.

وعليه فلا غرابة أن تسعى إسرائيل إلى إعادة الوضع لما كان عليه قبل الثورة السورية، وهي بذلك تكون أبعدت عن نفسها تجرع كأس أن تجرب غير المجرب!.. بالخصوص إذا ما أضيف الى ذلك ما سرب عن إتفاق جديد يتنازل فيه بشار الأسد رسميا هذه المرة عن مرتفعات الجولان المحتل.

لا يمكن أن نفهم الضوء الأخضر الإسرائيلي للعملية العسكرية ودخول طيران النظام ومعه وقبله الطيران الروسي إلى منطقة الحظر إلا من خلال تحقيق الأهداف الإسرائيلية عبر صفقة تضمن طموحاتها وأطماعها وتحقيق أمنها الإستراتيجي، أما أن يعتبر كل هذا الدمار والإجرام في مناطق الجنوب السوري إنتصارًا لمحور الممانعة فهذا أمر قد اعتدناه ولم يعد مستهجنًا.

إن مع كل انتصار تحققه المقاومة ترتاح إسرائيل أكثر فأكثر.