تعويل على تشكيل الحكومة سريعاً للنهوض بالقطاع السياحي
 

برز مع انطلاق الموسم السياحي في لبنان ارتفاع في عدد السياح الأوروبيين مقابل تراجع أعداد الخليجيين الذين يترقبون قرار دولهم برفع الحظر عن المجيء إلى لبنان والذي يبدو مرتبطا بعملية تشكيل الحكومة. وقد انطلقت الشهر الماضي المهرجانات الثقافية والموسيقية في مختلف المناطق اللبنانية على أن تتكثف منتصف هذا الشهر، وهي تشكل عاملا أساسيا جاذبا للسياح الأوروبيين والأميركيين، علما بأن عدد هذه المهرجانات تضاءل هذا العام وهو قد لا يلامس، بحسب وزير السياحة في حكومة تصريف الأعمال أواديس كيدانيان الـ100.

ورغم حركة بعض السياح الخليجيين التي يمكن لأي زائر للأسواق وبخاصة في مدينة بيروت أن يلحظها، يشير كيدانيان إلى أن أعداد هؤلاء لا تزال محدودة باعتبار أن من يأتي منهم للسياحة في لبنان يتغاضى عن التحذيرات التي سبق لسلطات الدول الخليجية أن أطلقتها، لافتا إلى تراجع حتى بأعدادهم بنسبة تتراوح ما بين 30 و40 في المائة مقارنة بالعام الماضي، متحدثا عن «إمكانية أن نشهد تطورا إيجابيا جدا في مجال أعداد السياح الخليجيين في حال تم رفع الحظر، وهو ما أبلغنا سفراء دول الخليج أنه قد يحصل بعد تشكيل الحكومة».

وأضاف كيدانيان في تصريح لـ«الشرق الأوسط»: «بالمقابل، تمكنا من رصد ازدياد في عدد السياح الأوروبيين وبخاصة الفرنسيين والألمان والإنجليز، إضافة إلى ارتفاع كبير بعدد السياح البرازيليين الذي ازداد بما نسبته 50 في المائة عن العام الماضي، وهذا عامل مهم نبني عليه، كما أننا سجلنا ازديادا بأعداد الكنديين والأميركيين».

واعتمدت وزارة السياحة في لبنان في العامين الماضيين استراتيجية جديدة تقوم على أربعة محاور رئيسية: تعزيز وجهة لبنان وتسويقه لدى منظمي الرحلات السياحية الأجنبية، جعل لبنان مركزا للمؤتمرات والأعمال على الصعيد الإقليمي والدولي بالتعاون مع الشركات السياحية الإقليمية والدولية، تشجيع المغتربين اللبنانيين على زيارة لبنان، إعداد أدوات رقمية لمواكبة هذا التطور السياحي مع التركيز على إيجاد تعاون بين مختلف المؤسسات السياحية وتأمين مواقع مخصصة للسياحة الترفيهية والتجارية. وأطلق الوزير كيدانيان خلال زيارته فرنسا مؤخرا «الاستراتيجية السياحية الجديدة للتنمية السياحية»، انطلاقا من الأسواق الأوروبية والعالمية، من أجل جذب السائح الأوروبي ومن مختلف دول العالم إلى لبنان.

ويرجح خبراء بمجال السياحة أن يكون وضع الموسم هذا العام مماثلا لعام 2017 الذي شهد نهضة مقارنة بالأعوام الماضية، وهو ما يتوقعه وزير السياحة الذي يعتبر أن الحجوزات حتى الساعة مقبولة وإن لم تكن على مستوى طموحاتنا. وقال: «إذا تشكلت الحكومة سريعا فقد تتغير الكثير من المعطيات».

بالمقابل، يبدو الأمين العام لنقابة أصحاب الفنادق في لبنان وديع كنعان أكثر تفاؤلا بحيث يؤكد بأن «موسم صيف 2018 من المتوقع أن يكون أفضل المواسم مقارنة مع السنوات الماضية»، لافتا إلى «زيادة نسبتها 100 في المائة شهدها موسم 2017 بعدد السياح الخليجيين وبخاصة القادمين من المملكة العربية السعودية». وقال كنعان لـ«الشرق الأوسط»: نتوقع هذا العام أن نشهد زيادة إضافية بعددهم نظرا لما نلمسه من اهتمام شركات السياحة الخليجية بالسوق اللبنانية».

وتحدث كنعان عن «نجاح لبنان بفتح أسواق جديدة ضمن السوق الأوروبية وأبرزها السوق الفرنسية»، مشيرا إلى «تزايد ملحوظ بعدد السياح الفرنسيين». وأضاف: «كما كان من اللافت أن نشهد حجوزات في شهري أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني) المقبلين لوفود سياحية من أوروبا لسياح بأعمار التقاعد»، مرجحا أن يكون هناك سياحة خريفية وربيعية لا أن تقتصر السياحة على موسم الصيف.

ويعول المسؤولون اللبنانيون على التطورات الميدانية التي تحصل في الجنوب السوري باعتبار أن فتح الحدود البرية بين سوريا والأردن، لن ينعكس إيجابا فقط على قطاعي الصناعة والزراعة، إنما أيضا على قطاع السياحة من خلال تمكن لبنان مجددا من استقطاب أعداد كبيرة من السياح الأردنيين وبعض الخليجيين الذين يفضلون السفر برا.

وتلحظ خطة وزارة السياحة أن يتحول هذا القطاع إلى إحدى أهم الركائز الاقتصادية فيُدخل 2 إلى 3 مليارات دولار إلى الخزينة اللبنانية ما سيدعم بشكل أساسي النمو الاقتصادي، بعدما كان في السنوات السابقة يُدخل 800 مليون دولار فقط.