هذه التربية الأوروبية تلمس آثارها العظيمة حينما تقع في قبضة الأجهزة الأمنية عندما ترتكب مخالفة للقانون حيث تجري معاملتك بأرقى الأساليب المبنية على احترام جسدك وكرامتك
 

يتربى منذ طفولته في المدرسة والجامعة على وجوب التحلي بالصدق وأنه طريق النجاح في كل ميادين الحياة ، والكذب طريق الفشل والفساد لكل شيء في الحياة ، ويتربى على وجوب النظافة كأمر مقدس  نظافة الأسنان والملابس والحذاء والشارع كما البيت ، ويتربى على حرية الإفصاح عن رأيه من دون أن يُخفي أسئلتَه وتساؤلاته مهما كانت نوعيتها ، ويتربى على أن العلوم الإنسانية وحدها التي تؤسس لحياة أفضل تتطور يوما بعد يوم لتبني دولة قوية بالعدالة ،   وأن العلوم الدينية علوم ذهنية أكثرها يُحَوِّل الحياة إلى ساحة اشتباكات بين البشر لا تجلب سوى الضغائن والأحقاد التي تُسَبِّب الحروب والدمار وإنها علوم عديمة الجدوى مسلوبة الفائدة ، آمنوا بأنه لن يكون الشعب عظيماً  وبالتالي الدولة عظيمة إلا بالعلوم الإنسانية ، وجريمة كبرى بفلسفتهم وقانونهم  أن يتعرض الطفل في المدرسة أو البيت للضرب لاعتقادهم بأن الضرب لا يعالج مطلقا الأخطاء التي يرتكبها الإنسان الطفل أو الصبي أو الشاب أو الرجل أو المرأة ، بل إن الضرب يصنع إنساناً مأزوماً بأمراض نفسية تختفي  وتختبئ في داخله لترافقه طوال عمره حتى تقوده لممارسة سلوك غير سليم في الحياة مع أسرته ومجتمعه ودولته ، ويتربى الإنسان منذ طفولته على حرمة أذية الحيوان بل على وجوب معاملته برحمة وهذه التربية بعقلية إنسانية بعيداً عن كل مواعظ الأديان وفتاواها وقصصها ورواياتها وحكاياتها  صنعت في بلدان أوروبا ومجتمعاتها إنساناً عظيماً  يتمتع بروح وعقل ويد تفرض عليك أن تُقِرَّ وتعترف بأن مجتمعاتهم مجتمعات مجبولة بالقيم الإنسانية يليق بها أن تحكم كوكب الأرض وتقرر مصيره ، هذه التربية تلمس آثارها العظيمة حينما تقع في قبضة الأجهزة الأمنية عندما ترتكب مخالفة للقانون حيث تجري معاملتك بأرقى الأساليب المبنية على  احترام جسدك وكرامتك وعزتك ومشاعرك وتلمسها في كل معاملة بمؤسسات الدولة والشعب .

الشيخ حسن سعيد مشيمش لاجئ سياسي في فرنسا .