أمرت المحكمة العليا في إسرائيل في ساعة متأخرة من يوم الخميس بوقف هدم بلدة خان الأحمر الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة، حسبما أفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية.

لقد واجهت إسرائيل إدانة دولية متنامية، حيث واصلت قواتها الأمنية الاستعدادات لهدم البلدة.
وفي صباح يوم الأربعاء، قام الجنود الإسرائيليون بقمع النشطاء الذين جاءوا لدعم سكان البلدة، مما أدى إلى إصابة 35، أربعة منهم تمّ نقلهم إلى المستشفى. وقال مسؤول في منظمة التحرير الفلسطينية ان 13 شخصا اعتقلوا بينهم مراهقة.وقد أيدت المحكمة العليا أمر الهدم ضد البلدة التي يبلغ عدد سكانها 180 نسمة في أيار / مايو. وقد صدر التعليق يوم الخميس لبحث المطالبات المتعلقة بملكيّة الأرض. أعطى القاضي الحكومة الإسرائيلية حتى 11 يوليو / تموز للطعن في الأمر .

تقوم إسرائيل بانتظام بهدم منازل الفلسطينيين ومدارسهم في الضفة الغربية، بحجة أنها بنيت دون تصاريح. ومع ذلك، تلاحظ هيومن رايتس ووتش أن "الجيش الإسرائيلي يرفض السماح لمعظم البناء الفلسطيني الجديد في 60 في المائة من الضفة الغربية حيث تملك سيطرة حصرية على التخطيط والبناء ، حتى عندما ييسر الجيش بناء المستوطنات".

ويقول ناشطون ومسؤولون فلسطينيون إن المخطط الخاص بتهجير السكان الفلسطينيين في المنطقة يهدف إلى توسيع المستوطنات غير الشرعية وعزل القدس الشرقية عن المجتمعات الفلسطينية في الضفة الغربية.

وعلّق وليد عساف، رئيس اللجنة الوطنية لمقاومة الجدار والمستوطنات، بدعم النشطاء على الأرض. 
كما شكر الديبلوماسيين الأجانب والمحامين الذين عملوا في القضية بانتظام. ونقلت وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" عن عساف قوله "سنظل هنا حتى يتم إصدار قرار نهائي".

وفي بيان نشرته إدارة شؤون المفاوضات في منظمة التحرير الفلسطينية يوم الخميس، دعا سكان خان الأحمر المجتمع الدولي إلى "محاسبة إسرائيل على جرائمها".وقال البيان ان "قضيّة خان الاحمر توضح هدف اسرائيل من التهجير القسري على نطاق واسع ومنتظم للفلسطينيين والاستبدال مع المستوطنين الاسرائيليين، كجزء لا يتجزأ من المخطط الاوسع لضم اسرائيل الزاحف. رغم أن هذه السياسات والممارسات مختلفة من حيث الشكل، إلا أنّها تشترك في قوة أساسية مشتركة: النقل القسري للفلسطينيين على أساس انتمائهم العرقي، في إطار ما يشبه الشرعيّة".

يوم الخميس، وقبل قرار المحكمة، حذّرت الأمم المتحدة من أن تشريد القرويين الفلسطينيين له "عواقب خطيرة على حقوق الإنسان والقانون الإنساني".

"إن التطورات الأخيرة تثير قلقًا بالغًا، حيث من الواضح أنها تتم بهدف نقل المجتمعات المعنية، فضلاً عن التسبب في إحباط شديد للسكان الضعفاء الذين يراقبون ما يبدو أنه استعدادات لهدم مجتمعهم، وقال سكوت اندرسون رئيس مكتب الامم المتحدة للمفوض السامي لحقوق الانسان في بيان. هذه المجتمعات الرعوية هي في الغالب لاجئي فلسطين - الذين نزحوا أصلاً من أراضيهم القبلية في النقب. ولا ينبغي إجبارهم على تجربة نزوح ثانٍ ضد إرادتهم."

تعهد القرويون بعدم التخلي عن أراضيهم

يوسف أبو داوود، يبلغ من العمر 37 عاماً ويقيم في خان الأحمر، قال لـ "ميدل إيست آي" يوم الأربعاء إن القوات الإسرائيلية والجرافات بدأت في مهاجمة القرية "دون أي إنسانية".وقال "الإسرائيليون انهم لا يريدون أي فلسطيني في هذه المنطقة ، لأنّها بوابة القدس الشرقية". "يريدون محو القدس من أي تراث ونفوذ فلسطيني. يريدون طردنا من أرضنا ، لكننا سنبقى.


ترجمة وفاء العريضي

بقلم شارونا فايس نقلًا عن ميدل ايست اي