المعارضة الشيعية اليوم أمام امتحان الاستمرار وتحمل المسؤولية أكثر وهي مدعوة اليوم إلى نبذ إلى الخلافات
 

ظهرت إلى العلن خلال الأشهر القليلة الماضية قضية الخلافات التي عصفت بين مجموعة من الأصدقاء في المعارضة الشيعية، حصل ذلك على خلفية الإنتخابات النيابية وما سبقها وما تلاها.

تركت هذه الأزمة آثارها السلبية على جميع الأصدقاء وآثار سلبية أخرى وكبيرة على المعارضة الشيعية كتيار حيث أُسيء فهم ما يحصل إعلاميا، وأظهر البعض عن قصد أو غير قصد أن هذه المعارضة تأكل ذاتها في أن الواقع يختلف عما جرى توجيهه إعلاميا.

شكلت المعارضة الشيعية المكونة من رجال دين وإعلاميين وصحفيين وأكاديميين حضورا لافتا ومميزا على الساحة الشيعية استطاعت من خلاله تشكيل إطار حقيقي للعمل الجاد والهادف نحو تصويب الخلل الذي يعتري الطائفة الشيعية وقضاياها السياسية والإجتماعية ومؤسساتها الدينية والرسمية، وبلغت في الآونة الأخيرة مستوى متقدما على صعيد تثبيت الحضور وإبراز الرأي الآخر ضد الإستئثار بالقرار السياسي للطائفة وضد استمرار الأحزاب بالإمساك بهذا القرار لمصالح حزبية ضيقة ولاعتبارات سياسية ليست في صالح أبناء الطائفة.

 

إقرأ أيضًا: قمة ترامب بوتين ... التفاهمات النهائية حول الجنوب السوري

 

استطاعت المعارضة الشيعية خلال الإنتخابات النيابية الأخيرة أن تحظى بالإهتمام الشعبي اللازم وعبّر الشارع الشيعي على مستوى لبنان عن تأييده للكثير من المواقف التي صدرت، واعتبرت المشاركة الشيعية  للمعارضين الشيعة في الإنتخابات النيابية تحد جديد كسر المحظور وإن لم توفق المعارضة في  الفوز إلا  أن هذا الموقف يعتبر موقفا متقدما في كسر الصمت وموقفا متقدما ضد الهيمنة والإستئثار.

ولذلك فإن المعارضة الشيعية اليوم أمام امتحان الاستمرار وتحمل المسؤولية أكثر وهي مدعوة اليوم إلى نبذ إلى الخلافات التي من شأنها أن تضعف هذا التيار والعودة إلى روحية العمل التي سبقت الإنتخابات النيابية وحل الخلافات في إطارها الصحيح بعيدا عن الإعلام خصوصا وأن أصحاب العلاقة على قدر عال من الوعي والمسؤولية وقد حان الوقت لتغليب لغة الحوار المباشر للخروج من الأزمة والمحافظة على الإنجازات التي تحققت وعدم الإساءة إليها لأن ما تحقق على صعيد المعارضة الشيعية أهم بكثير من أي خلافات شخصية بين الأطراف والأصدقاء.

ولذلك نتمنى أن تكون هذه المقالة المتواضعة دعوة جادة لسحب المشكلة من التداول الإعلامي وإسقاط الدعاوى والعودة إلى التسويات التي تحفظ حقوق الجميع تمهيدا للإنطلاق من جديد إلى العمل نحو القضية الأساس التي يجتمع حول كل الأصدقاء.