أنهيا زيارتهما الى الطبيب في زحلة، قصدا بعدها مع طفلتهما احد المطاعم في عنجر، وفي طريق عودتهما الى بلدتهما، كان شبح الموت بانتظارهما، انقلبت سيارتهما على علو ستة أمتار على أوتوستراد عرسال وبالتحديد في منطقة عين الشعب، ليفارقا الحياة، تاركين طفلين اكبرهما تبلغ من العمر 3 سنوات ونصف السنة والصغير لم يتجاوز السنتين، هما الرقيب في قوى الامن الداخلي غزوان الحجيري وزوجته سارة الحجيري، اللذان رحلا في حادث سير مروع.

حادث اكتشفه راعيا ماعز

عند السادسة الا ثلثاً من مساء امس، توقف عداد زمن غزوان (35 سنة) وسارة (24 سنة)، ووفق ما قال ابن عمة الضحية طلال الحجيري لـ"النهار": "لا نعلم السبب الذي أدى الى انقلاب سيارته، واستقرارها رأساً على عقب، لا سيما أن المعروف عن غزوان انه يقود بهدوء. في المكان الذي استقرت فيه المركبة لا توجد وحدات سكنية، صدف مرور ولدين يرعيان الماعز، عندما شاهدا الحادث سارعا الى الطريق العام، حاولا ايقاف السيارات لاطلاع الناس على الفاجعة، واسعاف الضحايا، الا انه وللاسف لم يتوقف اي من المارة لاعتقادهم ان الولدين يريدان الصعود وايصالهما الى وجهة ما، استمر الامر على هذا النحو دقائق، الى ان مرّت مركبة للجيش اللبناني، توقفت لمعرفة حاجة الولدين، ليسارع بعدها العناصر لانتشال غزوان وزوجته وابنته التي كانت تجلس في الخلف ولو انها جلست على المقعد الامامي مع والدتها لكانت فارقت الحياة هي الاخرى".

 

هول الفاجعة

"اعتادت سارة الشابة الهادئة قليلة الكلام، التي سبق وكانت تلميذتي في معهد عرسال، ان تقصد الطبيب في زحلة نتيجة معاناتها من مشاكل صحية، وفي الامس كانت اخر زيارة لها، حيث فارقت الحياة على الفور اثر الحادث، اما غزوان فكان يلفظ آخر انفاسه حين وصل المسعفون، نقلا ومعهما طفلتهما الى المستشفى"، قال طلال، مضيفاً: "حال والدي غزوان يرثى لها، لا سيما انهما خسرا قبل اربع سنوات ابنهما عبد الرحيم بسبب خلاف على قطعة ارض مع الجيران، وفي الامس خسرا ابنهما البكر، الشاب الخلوق، الذي وضع رضا والديه في قائمة اولوياته، فعلا المصاب كبير، تيتمت الطفلة حليمة وشقيقها محمد، فقدا والديهما دفعة واحدة". واشار الى ان "حليمة التي تعرضت لجروح في رأسها عولجت، وهي لا تزال مصدومة من هول المشهد، لا تتحدث وترفض تناول الطعام، وطوال الوقت تنادي (ماما وبابا وينكن)".

في لحظة خطف الموت زوجين ارتبطا قبل سبع سنوات، اسسا اسرة سعيدة، وخططا لمستقبل جميل، فتحطم الحلم ومعه سارة وغزوان!