من نحنُ؟ ماذا نفعل على سطح هذا الكوكب؟ ماذا قدمنا للبشرية؟
 

التبعيّة والغباء الفكريّ مسألتان متشابكتان. 

لتحصل على مجتمع تابع عليك العمل على ضرب ثقافته وفكره وعلمه وتطوُّره، وعليك أن تأخذه إلى قعر الأرض وأن تدفنه حيّاً ليصبح شعباً يعمل ليأكل ويشرب ويستنشق الهواء ويستخدم ما تقدّمه له. 

شعبٌ لم يقم ببحثٍ منذ قرون وحتى منهاجه الدراسيّ مستورد من دراسات الغرب القديمة وليس الحديثة. 

من نحنُ؟ ماذا نفعل على سطح هذا الكوكب؟ ماذا قدمنا للبشرية؟ 

ربما هذه الاسئلة لا تراودنا ولم نفكر بها يوماً لأننا نخاف الجواب. نخاف من حقيقتنا، نخاف أن نتأكد اننا لا شيء هُنا، فنُحاول استبدال التفكير وطرد الواقع عبر تبعيتنا لأيّ شيء لنصبح نجسّده في شخصيتنا وجسدنا وفكرنا. تمامًا كأن نوالي الزعيم أو نقدّس فريقٍ رياضي، ونقدّسه لنصبح نتكلّم باسمه وشخصه، وأيّ كلام يهينه نشعر بأنه مسّ بشخصنا وكياننا وهدد وجودنا. فتصل الأمور حدّ القتل لننهي أيّ كائن يحاول الإستخفاف ممن نتبعه ونواليه.

لهذا نحنُ شعبٌ يعمل للحاكم وللزعيم، وينتخب مسؤولاً عليه، لا اتجاهه. ننتخبه ليُحاسبنا إن أخطأنا بحقّه أو تقاعصنا بتبعيّتنا له. وطالما نحنُ في القاع فكريّاً لن نغيّر ولن نتغيّر. 

لماذا نريد أن نصبح نحلاً؟ 

منذ الصغر نسمع عن ملكة النحل، وكنّا نعتقد أنها تترأس وتقود القفير، وأنّها الآمر الناهي، لديها خدم وحشم كأيّ زعيمٍ لبناني. ولكن بعدما قرأت دراسة عن النحل، تبيّن أن الملكة هي عاملة عند القفير تقوم بإنجاب البيوض والإعتناء بها، وهي ممنوعة من الحركة وسجينة، وعندما يشعر القفير بتقصير الملكة يقوم باستبدالها بملكة أُخرى ومن ثم يقوم بقتل الملكة السابقة. 

فمتى نُصبحُ نحلاً و نُقيل الحاكم؟ أو على أقلّه، لا نعيد إنتخابه...

إقرأ أيضًا: التشيّع من المذهب إلى الوظيفة