هذا ما رواه الناشط باسل حفار عن يوميات القصف في درعا
 

بعد تنصل الولايات المتحدة الأميركية من دعمها لفصائل المعارضة السورية في الجنوب السوري أصبحت محافظة درعا هدفا للطيران الروسي وقوات النظام على أكثر من محور، باستخدام  سياسة "الأرض المحروقة"، وارتكاب المجازر التي حصدت، أمس الخميس، عشرات القتلى من المدنيين، ومحاولة فصل المناطق عن بعضها البعض، وقضمها تدريجياً، وفق السيناريوهات التي اتبعتها سابقا في الغوطة الشرقية وغيرها من المناطق.


ومع استمرار الصمت الأميركي والدولي يستمر الشعب السوري بدفع الثمن بالمزيد من الآلام والقتل والتشريد والنزوح الذي اعتبر حتى يوم أمس ممنوعا على أبناء درعا الهاربين من القتل مع إقفال المعابر التي تسمح بالهروب من مناطق الإشتباك على الحدود الأردنية حيث جرى إغلاق الحدود أمام الفقراء السوريين الفارين من مناطق القصف، والذين وصل عددهم إلى 175 ألف شخص معظمهم عالقون عند الحدود الأردنية.


ولكي تكتمل المأساة، أعلنت الأمم المتحدة أمس الخميس أنها أوقفت قوافلها الانسانية التي تعبر الحدود من الأردن الى محافظة درعا. وقال رئيس مجموعة الأمم المتحدة للعمل الإنساني في سورية يان إيغلاند للصحافة من جنيف: "لا نستطيع أن نترك الحرب تدخل منطقة يسكنها 750 ألف شخص". وأضاف "حتى طريق الامدادات من الحدود الاردنية، شديد الفعالية حتى الآن، قد توقف بسبب المعارك في الأيام الاخيرة"، وكشف أنه "لم يتم إرسال قوافل عبر الحدود منذ 26 يونيو/حزيران الحالي".وأشار إيغلاند إلى أن "شدة المعارك أدت إلى عدم وجود اتفاق لضمان مرور آمن للقوافل" الانسانية.


الناشط السياسي باسل حفار تحدث إلى موقعنا من الداخل السوري مشيرًا إلى أن ما يجري في درعا واضح ومعروف وظاهر للعيان وهو أن أهالي درعا وكل مناطق الجنوب السوري في حالة تخلي تام من القريب والبعيد وأن الناس وضعت أمام خيارين  الاستسلام للنظام أو العودة الى البقاء تحت سيطرة النظام واحقاد النظام وإما أن يموتوا تحت قصف النظام والهجمة الروسية والصواريخ الروسية وكلا الخيارين أصعب من بعضهما البعض. وأشار حفار إلى أن أهالي المنطقة يحاولون الصمود والدفاع ولو بالحد الأدنى من المقومات عن المنطقة لكن الوضع حاليا مأساوي جدا والوضع الإنساني صعب جدًا.


أما التوقعات والخيارات المنتظرة فأشار حفار إلى أن السيناريوهات هي سيئة وسيئة جدا لأن ما يحصل هو إبادة حقيقية وإيقاع عدد كبير من الضحايا وما هو مطروح الآن هو الخيارات السياسية والتوسلات الديبلوماسية والضغوطات الشعبية للمعارضة وغير المعارضة ، تنتهي إلى حل سياسي من نوع ما أو حل إنساني من نوع ما يجنب المدنيين استمرار القتل والمجازر والدماء.


وأضاف حفار إلى أن الواقع الآن هو المزيد من القتل والصواريخ والموت وسقوط المزيد من المدنيين. 

إقرأ أيضَا: قمة ترامب بوتين ... التفاهمات النهائية حول الجنوب السوري