لماذا لم تقدم جحافل بوتين وبشار وميلشيات إيران على شن هجمات في المناطق التي تخضع لنفوذ وسيطرة فرنسا والولايات المتحدة ولم تتقدّم خطوة باتجاة المناطق التي تسيطر عليها تركيا؟
 

حمّل ناصر الحريري رئيس هيئة التفاوض السوري روسيا وإيران وبقايا النظام مسؤولية قتل الشعب السوري في بلدات درعا على مرأى ومسمع من العالم والمجمتع الدولي وضمن سكوت عربي تام وعدم مبالاة من قبل أصدقاء المعارضة السورية، وقال الحريري في مؤتمره الصحفي الذي جاء كبكاء على أطلال درعا بأن "أميركا شريكة أساسية في الحرب التي يشنها الروس في منطقة كانت خاضعة لترتيبات خفض التصعيد والتي تفاهم عليها كل من الولايات المتحدة وروسيا والمملكة الهاشمية".


لم تفلح محاولات المعارضة السورية في مجلس الأمن الذي اكتفى كالعادة بتصريحات أصبحت مملّة بل ومغطية للجرائم التي يرتكبها الروس والإيرانيون وبقايا النظام على حدّ قول الحريري وبقيت طائرات بوتين تحصد الأبرياء وتدمر كل شيء في محاولات لعزل الشعب عن المعارضة وإعادة تلميع صورة الأسد من خلال توسعة رقعة السيطرة على أراض سورية.


سأل ناصر الحريري لماذا لم تقدم جحافل بوتين وبشار وميلشيات إيران على شن هجمات في المناطق التي تخضع لنفوذ وسيطرة فرنسا والولايات المتحدة ولم تتقدّم خطوة باتجاة المناطق التي تسيطر عليها تركيا؟ رغم اعتبار النظام بأن وجود هذه الدول على الأراضي السورية هو وجود احتلال وعلى الجيش العربي السوري تحرير هذه الأراض من هذه الاحتلالات.


طبعاً لا تستطيع طائرات بوتين ولا الميليشيات الإيرانية من المرور أمام وفوق المواقع الأمريكية ولا ضرب أهداف سورية في منطقة تسيطر عليها أميركا وبذلك تكون الطائرات الروسية مجرد ذباب في الفضاء الاميركي ولا مجال بالتذكير بلحظة تهديد الولايات المتحدة بضرب أهداف أساسية للنظام على خلفية الكيماوي كيف ضبّ الروس والإيرانيون عتادهم وجنودهم واختبؤوا في المحميات الروسية مخافة أن تستهدفهم الضربات الأمريكية.

 

إقرأ أيضًا: حقوق الإنسان بين أميركا وروسيا

 

لم يكشف المعارض السوري ناصر الحريري عن أسرار بقدر ما كشف عن حجم التآمر على المعارضة السورية لصالح بقاء نظام بشار وقال بأن أصدقاء الشعب السوري لا يستطيعون دعم المعارضة السورية دون إذن مسبق من الإدارة الأمريكية ولكن هل توفير مستلزمات الخدمات الإنسانية  يحتاج الى موافقة أميركية مسبقة؟ حتى يُترك الشعب السوري بلا إغاثة في بلدات درعا خاصة وأن الروس قد استهدفوا المشافي النقالة ولم يعد هناك مكان لمعالجة المصابين بما يعني أن الروس قد قرروا قتل كل من هو موجود في مناطق سيطرة المعارضة السورية.


هذا ما تستطيع المعارضة السورية قوله وفعله مجرد تصاريح إعلانية لا حول لها ولا قوّة طالما أنها تفتقر لمنطق القوّة وبدون القوّة لا أحد يسمع أو يستمع باهتمام للمعارضة السورية ولولا وقوف بعض وسائل الاعلام العربي الى جانب المعارضة لما وجدت المنصّات السورية على كثرتها منصّة إعلامية تنقل صوتها مباشرة على هواء مشغول بكرة هي أهم بكثير مما يجري في سورية ولو حرص العرب على عروبتهم لما قبلوا المشاركة الخاسرة في كأس العالم كون البلد المستضيف روسيا التي سفكت من الدماء السورية ما يكفي للتعامل معها كعدو يجب مقاطعته على كل الأصعدة ولكن حسابات الناس والسلطة تضفي شرعية على القتل الجماعي القائم في سورية على قدم إيرانية وساق روسي. 


لقد قالت واشنطن كلمتها في المعارضة السورية برفض أي تعاطي أو تعاون معها وهذا ما دفع بالطائرات الروسية الى هدم البيوت على ساكنيها في درعا وهذا ما أخاف الدول المعنية في المعارضة السورية فوقفت متفرجة أو غير متحمسة لما يفعله الروس و الإيرانيون خوفاً من أميركا التي منعت توفير أي فرصة دعم للمعارضة السورية.


 لقد فعلت أميركا بالمعارضة السورية كما فعلت من قبل بالمعارضة اللبنانية عندما خانت جماعة 14 آذار وجعلتهم لقمة سائغة في الفم الإيراني.