هل أصبحت هذه الفوضى بحاجة إلى أخصائيين في معالجة هذا الخطر المجتمعي؟ وكيف للعبة أن تؤدي إلى هذا الفعل وربما حد الإجرام؟
 

كأس العالم لكرة القدم هي أهم مسابقة رياضية في العالم تقام تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم، وهي لعبة موسمية تقام كل أربع سنوات منذ عام 1930، ما عدا بطولتي عام 1942 و1946 اللتين ألغيتا بسبب الحرب العالمية الثانية. 


منذ ثمانية وثمانين عاما تقريبًا وعلى مدى كل المواسم التي شهدتها هذه الأعوام للعبة كرة القدم العالمية لم يسجل أي حدث أمني في أي بلد كما لم يسجل أي شغب أو اعتداء في أي بلد من البلدان المشاركة.


تميزت هذ اللعبة دائما بالروح الرياضية بالرغم من حدة التنافس أحيانا بين الفرق والأندية المشاركة حيث يجلس المشجعون إلى جانب بعضهم البعض على المدرجات وفي الملاعب وفي المقاهي كتعبير عن الروح الرياضية الأخلاقية التي تلتزم بها كل دول العالم وطبعا باستثناء عالمنا العربي.


وفي الدورة الأخيرة للمونديال وما حصل يوم أمس دليل ساطع على الروح الرياضية العالية التي شهدتها مباريات يوم أمس إذ هنأ مدرب المنتخب الألماني الخاسر خصومه وانتهت اللعبة عند هذا الحد وحتى في ألمانيا نفسها لم نسمع في الإعلام أي موقف مسيء على مستوى اللعبة أوضد الهيئات المنظمة.

 

إقرأ أيضًا: الخروج من تفاهم معراب شرفٌ جديد في سجل القوات اللبنانية

 


في لبنان القصة مختلفة تماما إذ تعتبر لعبة كرة القدم فرصة للمشاجرة وبث الحقد والضغينة والشغب وتشهد الملاعب اللبنانية عند كل لعبة حالة مزرية تعبر عن أن هذا الشعب لا يليق به الترفيه ولا تليق به الألعاب ولا الرياضة وهو يفتقد إلى أبسط مقومات الروح الرياضة والأخلاقية التي يجب أن تتوفر في أي لعبة.


في متابعة المونديال لبنانيًا نرى أن اللبناني أكثر ألمانية من الألمان أنفسهم ولعله أيضا برازيلي أكثر من البرازيليين فيشتعل الشارع لحد الكراهية والإعتداء ويظهر مستوى التنافس العصبي الذي أدى إلى مشاجرات ومعارك وقد أدى يوم أمس إلى تسجيل حالة وفاة أحد المشجعين على خلفية خسارة المنتخب الألماني.


المستوى الذي وصلت إليه الأمور يطرح تساؤلات عديدة عن المجتمع الذي يفقد أخلاقه وهويته وانتماءه لمجرد لعبة أُريد لها أن تكون ترفيهية، فكانت في لبنان مأساوية وأظهرت مستوى التدني الأخلاقي الذي وصل إلى حد القتل.
ما هي أسباب هذا الإنهيار وما هي أسباب هذا اللاوعي وما هي أسباب هذه الفوضى، والأسئلة كثيرة فهل أصبحت هذه الفوضى بحاجة إلى أخصائيين في معالجة هذا الخطر المجتمعي؟ وكيف للعبة أن تؤدي إلى هذا الفعل وربما حد الإجرام؟ كيف يجب أن تتعامل الدولة مع هذا الواقع وما هي المسؤوليات؟ هل بات المواطن اللبناني بحاجة إلى متابعة إجتماعية مع لعبة فوتبول؟ وهل ثمة أخصائيين لمعالجة هذه الحالات؟


مجرد أسئلة نتيجة الحال المتردي الذي وصل إليه الشباب اللبناني، وهي أزمة إجتماعية حقيقية يجب التوقف عندها لوضع حد لهذا التهور وهذه الفوضى وربما الإنهيار.