لا يمكن الاستغناء عن الزيت في المطبخ، فهو المكوّن الأساسي لتحضير الأطباق الساخنة وحتى الباردة كالسَلطات. لكن في ظلّ تنوّع أشكاله، من السهل جداً اختيار النوع المضرّ. وحتى إذا كنتم تختارون المصادر النباتية، فهذا لا يمنع من اطّلاعكم على أهمّ خصائصها واختيار الأنسب لكم ولاحتياجاتكم.
 

أوضحت إختصاصية التغذية، راشيل قسطنطين، لـ»الجمهورية» أنّ «الزيوت تُعتبر المصدرَ الأساسي للطاقة، وتزوّد الجسم بالأحماض الدهنية الضرورية لوظائف عدة تُطاول القلب، والأوعية الدموية، والنظامين المناعي والعصبي، وتجديد الخلايا.

وبما أنّ الجسم يعجز عن إنتاج هذه الأحماض بمفرده، لا بدّ إذاً من تأمينها له عن طريق الأكل». وتطرّقت إلى ميزات الزيوت النباتية الأكثر استخداماً في المطبخ:

الزيتون

يتصدّر اللائحة لأنه يُعدّ من أهمّ مصادر الدهون الأحادية غير المشبّعة، وهو أحد المكوّنات الأساسية في حمية البحر المتوسط. إنه غنيّ بالفيتامينات A وD وK، ومادة «بوليفينول» المشهورة بخصائصها المضادة للأكسدة والإلتهابات. اللافت أيضاً أنه يحتوي صبغة النباتات والطحالب تُعرف بالـ»كلوروفيل» التي تتميّز بقدرتها على محاربة الشيخوخة. فضلاً عن أنه يملك فوائد ثمينة تشمل خفض ضغط الدم، والحماية من النوبات القلبية.

بيّنت الأبحاث أنّ الأشخاص الذين يستهلكون نحو 25 ملل من زيت الزيتون يومياً لمدة أسبوع، أي نحو 5 ملاعق صغيرة، انخفض لديهم الكولسترول السيّئ وارتفع لديهم نظيره الجيّد. ناهيك عن أنه ينشّط الكبد، ويزيل السموم من الجسم، ويحارب البكتيريا والفطريات والفيروسات، ويعالج مشكلات الجهاز التنفسي خصوصاً الربو، ويحمي من حالات الإمساك المُزمنة، ويقي من سرطان الثدي. أظهرت الدراسات أنّ تناول ملعقة كبيرة من زيت الزيتون يومياً قد خفّض احتمال التعرّض لسرطان الثدي بنسبة تصل إلى 45 في المئة.

الكانولا

يحتوي حامض «Oleic» بنسبة عالية، جنباً إلى أحماض دهنية مشبّعة وغير مشبّعة، والأوميغا 3 التي تمنع تصلّب الشرايين وتحمي من أمراض القلب والسكتات الدماغية، والأوميغا 6 التي تساعد على نموّ الدماغ، والفيتامين E الذي يعزّز نصارة البشرة ويؤخّر ظهور التجاعيد ويقي من البثور والبقع الجلدية. يُستخدم زيت الكانولا في علاج البشرة الجافة لأنه يؤمّن لها التغذية والترطيب المناسبين، ويساعد على الوقاية من أنواع عدة من السرطان وأيضاً الألزهايمر، ويعالج إلتهاب المفاصل، ويخفّض الكآبة، ويقلّل نسبة الدهون في الجسم، خصوصاً في منطقة البطن، فيحدّ من البدانة.

جوز الهند

من المعروف أنه غنيّ بالدهون المشبّعة، وهذا ما يُخيف العديد من الأشخاص ويدفعهم إلى تفاديه. لكنّ الحقيقة هي أنّ العلماء وصفوا زيت جوز الهند بـ«الخارق» لأنّ ثمرة جوز الهند تملك فوائد كثيرة للصحّة أبرزها حرق الدهون وخسارة الوزن. صحيح أنّ 90 في المئة من دهون زيت جوز الهند هي مشبّعة، ولكنها تحتوي أحماضاً دهنية متوسطة السلسلة تكون قصيرة وتذوب في المياه أكثر مقارنةً بزيوت أخرى كالزيتون والكانولا، فيتمّ امتصاصُها مباشرةً في الخلايا لتُعتبر مصدراً لحرق الدهون، خصوصاً في منطقة البطن، بدل تخزينها.

بيّنت دراسات كثيرة أنّ استهلاك ملعقة واحدة من زيت جوز الهند صباحاً، سواءٌ مع المياه أو الأكل، يساعد على رفع الأيض والسيطرة على الشهيّة والتخلّص من الوزن الزائد. كذلك يتمتّع بفوائد أخرى تشمل رفع الكولسترول الجيّد وخفض نظيره السيّئ، ومقاومة اضطرابات الدماغ وتعزيز وظائفه، والوقاية من الألزهايمر وأمراض أخرى ذهنية. وبما أنه يحتوي حامض «Lauric» بنسبة 50 في المئة تقريباً، فهو يكافح الفطريات والبكتيريا والفيروسات.

الذرة

غنيّ بالفيتامينات A، وB5 وE، ومعادن كالحديد والزنك والبوتاسيوم، والدهون غير المشبّعة، ومادة «Phytosterol» المضادة للأكسدة. ثبُت أنّ زيت الذرة يقي من أمراض القلب، ويخفّض الكولسترول وضغط الدم، وينعكس إيجابياً على صحّة البشرة، ويقوّي المناعة. غير أنّ الإفراط فيه له انعكاسات سلبية كالإلتهابات التي بدورها تحفّز السرطان. لذلك يجب عدم تناول أكثر من ملعقتين كبيرتين يومياً.

دوار الشمس

هذا الزيت الذي يتمتّع بمذاق خفيف ومُرضٍ في آن يزوّد الجسم بجرعة عالية من معادن كالزنك والنحاس والفوسفور والماغنيزيوم والكالسيوم، والفيتامينات A وB وD وE. إنه يُستخدَم خصوصاً في الطبخ وتركيبات مستحضرات التجميل لأنه يملك خصائص مُليّنة. من أبرز ميزاته أنه ينعكس إيجاباً على القلب لاحتوائه نسبة جيّدة من مادة «Choline» وحامض «Phenol» المفيدَين للقلب، ويحمي من السرطان ومشكلات العيون، ويخفّض نسبة الكولسترول في الدم لغناه بالدهون غير المشبّعة، ويحمي الجهاز المناعي، ويساعد على الشفاء من الجروح.

السمسم

يتميّز باحتوائه نسبة عالية من الكالسيوم تُخوّله تقوية العظام وحماية كبار السنّ من هشاشتها. كذلك ثبُت أنه يخفّض نسبة الكولسترول في الدم، ويمنع تصلّب الشرايين والجلطات، ويعزّز نصارة البشرة، ويؤخّر ظهور ملامح الشيخوخة المُبكرة، ويقي طبيعياً من أشعة الشمس، ويردع الإلتهابات والفيروسات والجراثيم، ويدعم نموّ العضلات السليم لغناه بالبروتينات.

فضلاً عن أنه يعالج مشكلات الشعر فيمنع تساقطه، ويقوّي الدورة الدموية باتّجاه فروة الرأس، ويحسّن المزاج، ويضمن استرخاء الجسم، ويمنع الإصابة بالأنيميا لاحتوائه الحديد، ويخفّف من حدّة الروماتيزم، ويعالج التهاب المفاصل وأمراض الجهاز التنفسي.

وخِتاماً، أوصت قسطنطين بـ«التنويع في هذه الزيوت النباتية لاستمداد مختلف خصائصها الغذائية والصحّية، شرط عدم المبالغة لأنّ ذلك سيؤدّي حتماً إلى أضرار غير محبّذة تُطاول الرشاقة والعافية على حدّ سواء».