لم يعُد الوزير باسيل وحيداً في مغامراته، فقد نزل ساح المغامرات النائب اللواء جميل السّيد، الذي فاجأ الجميع بدعوته لتوقيع عريضة تطالب بانتزاع شرعية تكليف الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة
 

أولاً: تفاهمات التيار الوطني الحر...

تفاهم معراب بين التيار العوني والقوات اللبنانية، والذي احتاج لوقتٍ طويل لإنجازه وإخراجه، هو تفاهم هشّ وظرفي ويفتقر منذ قيامه لعناصر الشفافية والمصداقية والأمانة من جانب التيار الوطني الحر، يقابله من جانب القوات النوايا الطّيبة والاستعداد لبناء المؤسسات الدستورية وقيام الدولة، ليتبيّن فيما بعد أنّ هدف "العونيّين" كان وصول الرئيس ميشال عون إلى سدّة الرئاسة الأولى، وأنّ اتفاق معراب لم ير النور لولا المناورات والالتفافات والكلام المعسول، وبهذا يختلف عن تفاهم مار مخايل بين التيار الوطني الحر و"حزب الله"، فتفاهم مار مخايل قام على أُسُسٍ ثابتة، في مقدّمتها دمج مصالح الفريقين في نسقٍ واحد، يقوم على الدعم المتبادل بلا حدود، والتّفاني في خدمة المصالح الفئوية لكلا الطرفين، وعلى الرغم من كون تفاهم مار مخايل يكبر تفاهم معراب بحوالي عشر سنوات، فهو ما  زال صلب العود وضّاح الجبين، بخلاف التفاهم الآخر الذي أصابه العجز وهو طريُّ العود، حتى قام بالأمس الوزير باسيل بنعيه تمهيداً لدفنه في أول فرصة مناسبة، وذلك لانعدام جدواه بالنسبة لرئيس التيار وتزايد أثقاله يوماً بعد يوم.

ثانياً: مغامرات عون العسكرية والسياسية...

ما زال الرئيس ميشال عون حتى تاريخ اليوم رجل المغامرات السياسية والعسكرية في تاريخ لبنان الحاضر، بعد معارك حامية مع القوات اللبنانية وقوات الردع السورية، وتشكيل حكومة عسكرية بتراء، واحتلال القصر الجمهوري وحلّ مجلس النواب، وعدم الاعتراف بشرعية الشهيد الرئيس رينيه معوض وبعده الرئيس الراحل الياس الهراوي، وكانت نهاية المغامرات الاحتلال السوري لقصر بعبدا وفرار الرئيس عون باتجاه السفارة الفرنسية.

 

إقرأ أيضًا: التّعثُر الحكومي .. رؤساء يمرعون ويلهون، يؤمّلون أن يُعمروا عمر نوح

 

ثالثاً: مغامرات الوزير باسيل...

على خُطى الرئيس عون يسير جبران باسيل، حذو النعل بالنّعل والقذّة بالقذة، بعد استلامه رئاسة التيار، ويكاد لا يخلو يوم من مغامرة سياسية هنا أو هنالك، وذلك لتعذُّر القيام بمغامرات عسكرية، فبعد القدح والذّم بحق رئيس مجلس النواب والتي هددت السلم الأهلي قبل نزع ألغامها، قامت معركة عزل القوات اللبنانية وما زالت قائمة على قدمٍ وساق، ممّا يعرقل تشكيل الحكومة العتيدة، مضافاً لذلك الحملة العنصرية الموجّهة باتجاه النازحين السوريين، ولم يسلم المجتمع الأوروبي والدولي من هذه الحملة الهوجاء.

ثالثاً: مُغامران لا مغامر واحد...

لم يعُد الوزير باسيل وحيداً في مغامراته، فقد نزل ساح المغامرات النائب اللواء جميل السّيد، الذي فاجأ الجميع بدعوته لتوقيع عريضة تطالب بانتزاع شرعية تكليف الرئيس سعد الحريري لتشكيل الحكومة، فأصبح عندنا بحمد الله (الذي لا يُحمد على مكروهٍ سواه) مُغامران : واحد بلباس مدني والآخر بلباس عسكري، وها نحن عُدنا إلى الوراء، عهد الوصاية، عُدنا بخُفّي حُنين، أو غدونا كذاك الغراب الذي نسي مشيته، ولم يتعلّم مشية الحجل، وقريباً جدّاً سيقع فريسة جهله وغروره.