تناقل قريبون من “بيت الوسط” أسماء مرشحين لخلافة السيد هاني حمود في منصب المستشار الإعلامي للرئيس سعد الحريري ورئيس تحرير جريدة “المستقبل” في ضوء تداعيات قضية حساب “أحمدوفيتش” الوهمي وتغريداته على تويتر.
 

ومن أبرز هؤلاء المرشحين الكاتب السياسي راشد فايد، وهو عضو في المكتب السياسي لـ”تيار المستقبل”، عايش حقبة الرئيس الشهيد رفيق الحريري من قرب وكذلك حقبة نجله الرئيس سعد، مثقف ومحترم في بيئة “المستقبل” وخارجها على السواء، ومعروف باطلاعه السياسي الواسع وعلاقات جيدة نسجها مع أقطاب في السياسة والصحافة والإعلام.


ومن المتداولة أسماؤهم أيضاً الكاتبة الصحافية راغدة درغام، مديرة مكتب جريدة “الحياة” سابقاً في نيويورك التي تربطها علاقة قديمة بآل الحريري، وذات الخبرة الراسخة في الإعلام والصحافة، وكانت ترشحت للنيابة في بيروت وسلّفت الرئيس الحريري انسحابها لمصلحة لائحته في بيروت الثانية.


وتذكر المعلومات بين الأسماء المرشحة اسم المتحدثة باسم رئاسة الحكومة أولينا الحاج الإعلامية السابقة في تلفزيون “العربية”، والإعلامي نديم قطيش الذي تربطه علاقة وثيقة بالرئيس الحريري كما بوزير الداخلية نهاد المشنوق، وقد ساهم بقوة في حملة “المستقبل” الإنتخابية مسخراً لها قدراته الإعلامية اللافتة.


أما مدير تحرير جريدة “المستقبل” جورج بكاسيني فيستبعده جميع العارفين في “بيت الوسط” – رغم استقتاله من أجل الموقع – لأسباب يتصل بعضها بموقف سعودي ممن كان لهم دور سلبي ضدها خلال أزمة استقالة الرئيس الحريري، وأيضاً لخسارته المذلّة في الانتخابات بفعل عدم تقبّله في الشارعين الطرابلسي والسُنّي في لبنان عموماً. والأهمّ أن هناك تساؤلات تتعلق بمسائل تجارية تدور حول بكاسيني وتحول دون تسلقه إلى موقع حمّود.
وهناك أيضاً الإعلامية لينا دوغان، ولها باع طويل في تلفزيون “المستقبل” وقريبة من شخصية لصيقة وموثوق بها لدى الرئيس الحريري، ويندرج تعيينها في الموقع الأعلى إذا رسا عليها، في سياق توجه الحريري إلى تعزيز دور المرأة في “التيار”.


ولا تهمل الترجيحات حظوظ النائب عقاب صقر، وتذكّر مصادر المعلومات بدوره في اقناع عدد من المرشحين بالانسحاب لمصلحة لوائح الحريري وفي قيادة الحملات الإعلامية مراراً، حين كان بمثابة رأس حربة لـ”تيار المستقبل” في المواجهات السياسية التي خاضها. وهو محبوب لدى جمهور “التيار الأزرق” ويعتبر من الصقور لوقوفه ضد “التسوية” مع “حزب الله” الأمر الذي عرّضه لهجمات جمّة سواء من “حزب الله” أو من “فريق التسوية” الذي كان يقوده المدير السابق لمكتب الرئيس الحريري السيد نادر الحريري، فهاجمته قناة الجديد وهاجمه الوزير غطاس خوري في تويتر.


وكان الرئيس الحريري تلقى بعد انكشاف قضية “أحمدوفيتش” ملاحظات من بعض مساعديه بناء على طلبه تتعلق بأداء مستشاره الإعلامي حمود، وقد تقاطعت إجمالاً عند حقيقة أن حمّود شكّل حاجزاَ عصياً على الإختراق بين الحريري والكتّاب والصحافيين والإعلاميين والمثقفين صُنّاع الرأي العام، بما يناقض تماماً ما كانت عليه علاقة والده الرئيس الشهيد مع هؤلاء، علماً أن الرئيس الحريري كان بدأ منذ مدة بالتواصل مع من يطلبون لقاءه أو التحدث إليه متيحاً لبقية فريقه أن يصلوه بالصحافيين والمثقفين.


ومن الملاحظات أن الطاقم الإعلامي أصيب بضياع تام خلال مرحلة وجود الرئيس الحريري في السعودية بعد 4 تشرين الثاني الماضي، وأن أداء المجموعة الإعلامية التي يقودها حمود لم يكن في المستوى المطلوب خلال مرحلة التحضير للإنتخابات، وكان الضعف الشديد سمتها في حال العسر المالي كما في زمن البحبوحة، كما أن حمود انخرط في خلافات مع غالبية فريق رئيس “المستقبل” في “التيار” كما في “بيت الوسط”، ولم يكن يتردد في مهاجمة بعضهم  علناً عبر حسابات وهمية متعددة يديرها بأسماء “أحمدوفيتش” وغيره، وكان يوجه دعوات إلى بعض النشطاء على وسائل التواصل الإجتماعي للإنضمام إلى جيشه الإلكتروني، ولم يتردد في مهاجمة هؤلاء النشطاء أيضاً عندما رفضوا التجاوب معه. وثبت عليه في المقابل توجيه ناشطين حقيقين في تويتر لمهاجمة شخصيات من “تيار المستقبل” وخارجه.


ولم يسلم من هجمات “أحمدوفيتش” ومَن يقودهم الوزير نهاد المشنوق والنائب عقاب صقر والكاتب الصحافي والروائي فارس خشان والمتحدثة باسم رئاسة الحكومة أولينا الحاج وبلال حلاب مسؤول حسابات رئيس الحكومة في مواقع التواصل الاجتماعي، فضلاً عن حملات تخوين أطلقها ضد الدكتور رضوان السيّد ومنسق الأمانة العامة لقوى 14 آذار سابقاً الدكتور فارس سعَيد، والوزير السابق أشرف ريفي، والوزيرة السابقة نايلة معوض، وأحزاب كانت حليفة أو قريبة من “تيار المستقبل” مثل “القوات اللبنانية ” وحزب الكتائب. أما “حزب الله” فكان يتحاشاه ولا يشتبك معه.


ويستخدم “أحمدوفيتش” حسابات وهمية إضافية على تويتر مهمتها الدوران في فلكه، منها:


–         amal.s
–         tufahamuhanad
–         sawanmarwa
–         lebnaniohhh
–         zanzounn
–         ma_2ani


ويلجأ صاحب الحساب الزائف أحياناً إلى أرشيف  يوصف بأنه “رهيب” يتضمن محاضر لا تحصى لجلسات سياسية وحزبية، وأخبار أحداث ومواقف وتصريحات، ويساعده شخص كان له دور في إدارة حسابات التواصل الإجتماعي الخاصة بـ”تيار المستقبل”. وفي بعض الرسائل الخاصة إلى عدد من المغردين والمغردات، ومنهم شخصيات إعلامية معروفة جداً، كتب “أحمدوفيتش” إنه يعمل في “بيت الوسط” من ضمن الفريق الشخصي للرئيس الحريري وموقعه حسّاس. وتحتفظ “الصوت” بالأسماء ومضمون الرسائل احتراماً للخصوصية.