وصف الرئيس الفلسطيني محمود عباس الصفقة بأنها صفعة العصر
 

مصطلح جديد دخل مع استلام الرئيس الاميركي دونالد ترامب دفة الحكم في البيت الابيض، على قاموس المصطلحات المستعملة في مقاربة ما كان يسمى قديما بالصراع العربي الاسرائيلي، اسمه "صفقة العصر".

ويطلق مصطلح، "صفقة العصر" أو "صفقة القرن" على خطة الرئيس الأمريكي ترامب لتسوية النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، وبالرغم من بنودها التي لم تعلن بعد، الا أن ما رشح منها عبر الصحف او على ألسن بعض المسؤولين عربًا وغربيين يعرف ان مضمونها يصب في اتجاه واحد يفيد بأنها تتضمن مفاوضات شاملة بين الفلسطينيين والإسرائيليين بمشاركة دول عربية كالأردن ومصر ورعاية أمريكية.

ويخشى الفلسطينيون من معلومات تفيد بأنها تتضمن تنازلهم عن القدس وحق العودة واستمرار الاستيطان، وقد وصفها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بأنها "صفعة العصر".

وأن فريق من المستشارين للرئيس ترامب يضم جاريد كوشنير - جيسون غرينبلات ومعهما السفير الأميركي في اسرائيل ديفيد فريديمان هم مشغولون بهذه الفترة بوضع اللمسات الاخيرة على الخطة التي يرجح الاعلان عنها في الأشهر القليلة القادمة.

 

إقرأ أيضًا: حكومة العهد الأولى التي لن تتشكل

 

في لبنان وعلى امتداد العالم العربي سوف يعلو الصراخ والعويل والخطابات والاتهامات والتخوين والشعارات كما هي العادة، وستنقسم الناس بين فريقين لا ثالث لهما.

فريق الانبطاحيين والعملاء والمستسلمين الخونة، الذين سوف يساهمون في الترويج للخطة الترامبية اللعينة، على حساب حق العودة والقدس وفلسطين والقضية، وطبعًا فإن هؤلاء لن يقفوا ولن يتصدوا للمؤامرة الأميركية الامبريالية على المنطقة.

وفريق آخر، سوف لن يألو جهدا بتخوين الفريق الأول وفضح خيانتهم وتآمرهم على القضية، وسوف يجيشون من اجل محاربة هؤلاء الخونة والعملاء ما يستطيعون اليه سبيلًا، فإعلامهم سينشغل بكل طاقته على فضح هؤلاء وسيعملون بكل جهد على زعزعة بلادهم ومجتمعاتهم تحت مسمى محاربة الخطة الشيطانية ومن خلفها، طبعًا كل هذا من دون أن يتصدى هؤلاء أيضًا للمؤامرة الاميركية الامبريالية على المنطقة.

وبينما يكون الفريقان منغمسان بمحاربة بعضهما البعض، ويشحذ أحدهما سيوفه في وجه الآخر، وتسيل أنهار جديدة من الدماء، وكالعادة ايضا فإن "صفقة القرن" ومترتباتها وما سوف ينتج عنها من توطين (وهذا ما يعنينا في لبنان)، لن يكون مصيرها الا كمصير القدس وتهويدها ونقل السفارات اليها، وكما كان حال فلسطين وقبلها سايكس بيكو، وستأخذ مسارها نحو التنفيذ، لنصحو صباح يوم وتكون صفقة القرن تحصيل حاصل.