إنتظر المنتخب البرازيلي حتى الوقت بدل الضائع من مباراته ضد كوستاريكا (2-0)، ليتنفس الصعداء بهدفين لـ فيليبي كوتينيو ونيمار، ليعوّض في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الخامسة لمونديال روسيا، خيبة تعادله في المباراة الأولى مع سويسرا (1-1).
 

وبَدا حجم الضغط على السيليساو جليّاً في المباراة التي أقيمت في مدينة سان بطرسبورغ. فبعد الهدف الأوّل لـ كوتينيو في الدقيقة 90+1، إحتفل مدرّبه تيتي بطريقة جنونية أدّت إلى سقوطه أرضاً، بينما انهار نيمار على أرض الملعب مجهشاً بالبكاء بعد صافرة النهاية، بعد ثوان من تسجيل أغلى لاعب في العالم الهدف الثاني لبلاده في الدقيقة 90+7.

وقال تيتي: «أعتقد أنني أصبتُ بشدّ في عضلاتي! أنا أعرج الآن بعد الاحتفال. كنّا متحمسين فوق العادة».

وهي المرّة الأولى في تاريخ كأس العالم يسجّل هدف متأخر إلى هذا الحد، بحسب الاتّحاد الدولي لكرة القدم (فيفا)، علماً أنّ الرقم السابق كان 90+5.
كما انفرد نيمار نجم باريس سان جيرمان الفرنسي، بالمركز الثالث على صعيد الهدّافين التاريخيين للمنتخب البرازيلي، مع هدفه الـ 56.

وعانت البرازيل طوال الدقائق التسعين للمباراة من صلابة دفاعية كوستاريكية ومهارة الحارس كيلور نافاس، ولم تتمكن من هزّ الشباك سوى في اللحظات القاتلة لتتفادى مصير منتخبات كبيرة تقدّم نتائج مخيبة، أبرزها ألمانيا حاملة اللقب والأرجنتين.

وبينما كانت البرازيل تعوّل على نيمار العائد من غياب أكثر من ثلاثة أشهر بسبب كسر في القدم، كان كوتينيو المنقِذ للمرّة الثانية توالياً. وبعد تسجيله هدف المباراة الأوّل ضد سويسرا من تسديدة قوسية رائعة، سجّل لاعب برشلونة الإسباني الهدف الأغلى واختير أفضل لاعب في مباراة أمس.

وحقق السيليساو فوزه الأوّل في مجموعة تضمّ أيضاً صربيا وسويسرا، وحسّن حظوظه ببلوغ الدور المقبل، إذ بات في رصيده حالياً 4 نقاط، بينما خرجت كوستاريكا من المنافسة.

ركلة جزاء مُلغاة وإنذاران للهدّافين

وأتى الهدف الأوّل بعد جهد برازيلي جماعي، بدأ بكرة عرضية مرفوعة من مارسيلو، حوّلها البديل روبرتو فيرمينو برأسه إلى غابريال جيزوس القريب من المرمى، فهيّأها لنفسه وكان يهم بالالتفاف لمحاولة تسديدها تحت ضغط الدفاع، ليُسارع كوتينيو المنسَلّ بين المدافعين لتحويلها بين ساقي الحارس كيلور نافاس.

أمّا الهدف الثاني فأتى بعد اختراق من البديل الآخر دوغلاس كوستا، وتحويله الكرة إلى نيمار المتقدّم من دون رقابة، فحوّلها بالقدم اليسرى في مرمى الحارس الكوستاريكي نافاس.

والمفارقة أنّ مسجّلَي الهدفين نالا بطاقتين صفراوين من الحكم الهولندي بيورن كويبرس في الدقيقة نفسها (81)، مع تصاعد توتر اللاعبين البرازيليين بعد دقيقتين من إلغاء تقنية المساعدة بالفيديو في التحكيم (VAR) ركلة جزاء لنيمار احتسبها الحكم بداية، ليتبيّن عدم وجود عرقلة.

وأتى الإنذار لنيمار على خلفية ضَربه الكرة بيده تعبيراً عن غضبه من الحكم بعد احتسابه خطأ عليه، وإنذار كوتينيو بعد اعتراضه على هذا القرار.
وكانت المباراة على وشك أن تكون استعادة للقاء الأوّل للسيليساو ضد سويسرا، أي الخروج بنتيجة مخيبة للمنتخب الساعي إلى نسيان مذلّة الخروج من مونديال 2014 على أرضه.

وقد اعتمد المنتخب الكوستاريكي خطة دفاعية محكمة، وتمكن من إقفال منطقة جزائه بشكل كبير أمام كل المحاولات البرازيلية. وباستثناء هدف مُلغى بداعي التسلل

لـ جيزوس (26)، إنتظر السيليساو 40 دقيقة في الشوط الأوّل، ليتمكن من التسديد للمرّة الأولى بين الخشبات الثلاث لمرمى نافاس، عبر محاولة بعيدة لزميله في ريال مدريد مارسيلو.

واكتفت البرازيل طوال الشوط تقريباً بمحاولات التسديد البعيد أو المحاولات العرضية، التي غالباً ما تمكّن لاعبو المدرّب أوسكار راميريز من قطعها.

ومع بداية الشوط الثاني، دفع تيتي بجناح يوفنتوس الإيطالي كوستا بدلاً من لاعب تشلسي الإنكليزي ويليان، فقام بتنشيط الجهة اليمنى لا سيّما عبر اختراقاته وتمريراته العرضية والسريعة. وكَثّف البرازيليون ضغطهم سريعاً سعياً لكسر التعادل.

وصنع جيزوس أوّل فرصة خطِرة برأسية في الدقيقة 49 ارتدّت من العارضة، أتبعها كوتينيو بعد ثوان بتسديدة حوّلها الدفاع عن خط المرمى تقريباً إلى ركنية. وبَدا الضغط البرازيلي واضحاً من خلال الحصول على 3 ركنيّات في أقل من 3 دقائق.

وكاد نيمار يفتتح سجلّه في المونديال في الدقيقة 56 بعدما حوّل بسرعة عرضية من باولينيو، لتسديدة قوية تصدّى لها نافاس وحوّلها إلى ركنية.
وتكرّرت التسديدات والمحاولات الهجومية البرازيلية، لا سيّما عبر كوتينيو بتسديدة من حافّة المنطقة (58)، ونيمار مجدّداً من حافّة المنطقة (72).

واعتقد المنتخب البرازيلي في الدقيقة 79 أنه نال الفرصة التي كان يَتحيّنها منذ بداية المباراة، عندما احتسب الحكم ركلة جزاء لصالح نيمار بعد سقوطه في منطقة الجزاء إثر «احتكاك» مع جيانكارلو غونزاليز.

إلّا أنّ العودة لتقنية الفيديو التي غالباً ما استخدمت لاحتساب ركلات جزاء غفل عنها الحكام، سارت عكس التيار: قرّر الحكم إلغاء الركلة، بعدما تبيّن أنّ نيمار بالَغ وحاول الاحتيال عليه لإظهار أنه تعرّض للشد من قميصه.

واستمرّت البرازيل في بحثها عن هزّ الشباك، ونجحت في الوقت بدل الضائع في تسجيل الهدفين.

سويسرا - صربيا

من جهة أخرى، خَطا المنتخب السويسري خطوة كبيرة نحو الدور ثمن النهائي بعدما قلبَ الطاولة على نظيره الصربي وفاز عليه 2-1 في كالينينغراد، في ختام الجولة الثانية من منافسات المجموعة الخامسة.

وكانت صربيا البادئة بالتسجيل عبر ألكسندر ميتروفيتش (5)، وقلبت سويسرا الطاولة في الشوط الثاني بهدفين لـ غرانيت تشاكا (52) وشيردان شاكيري (90).

وهو الفوز الأوّل لسويسرا بعد تعادلها مع البرازيل في الجولة الأولى (1-1)، فرفعت رصيدها إلى 4 نقاط متساوية مع البرازيل.

وتملك سويسرا فرصة كبيرة لبلوغ الدور ثمن النهائي، كونها تلاقي في الجولة الثالثة الأخيرة الثلثاء المقبل كوستاريكا التي فقدت كل آمالها في المنافسة على إحدى بطاقتي المجموعة بعد خسارتين متتاليتين.

في المقابل، وبعد بدايتها الجيّدة في الجولة الأولى بفوزها على كوستاريكا (2-0)، مُنيت صربيا بخسارتها الأولى وتراجعت إلى المركز الثاني بعدما تجمّد رصيدها عند 3 نقاط.

وصعّبت صربيا مهمتها في التأهّل كونها تلاقي البرازيل في الجولة الأخيرة، حيث تحتاج سويسرا إلى التعادل فقط لتخطّي الدور الأوّل، فيما يتعيّن على صربيا الفوز لبلوغ الدور الثاني بغضّ النظر عن نتيجة المباراة الثانية.

نيجيريا - إيسلندا

وفي سياق آخر، أهدى أحمد موسى المنتخب النيجيري الفوز على ايسلندا 2-0، وأنعش آمال الأرجنتين بالتأهّل إلى الدور ثمن النهائي، بتسجيل هدفي بلاده في فولغوغراد ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الرابعة.

وكان الوضع سيتعقّد كثيراً على المنتخب الأرجنتيني، وصيف النسخة الماضية وبطل 1978 و1986، في حال فوز ايسلندا بمباراة أمس لأنه تعثّر أمام الأخيرة في الجولة الأولى (1-1)، ثم سقط قبل 24 ساعة سقوطاً ذريعاً أمام كرواتيا 0-3.

لكنّ فوز نيجيريا أمس بهدفي موسى (49 و75)، أشعلَ المنافسة تماماً على البطاقة الثانية، بعدما حسمت كرواتيا الأولى بتحقيقها الخميس فوزها الثاني (تغلبت في الأولى على نيجيريا 2-0).

وتُقام الجولة الثالثة الأخيرة الحاسمة الثلثاء المقبل، حيث تلتقي نيجيريا مع الأرجنتين التي تحتاج إلى الفوز من أجل التأهّل، شرط عدم فوز إيسلندا على كرواتيا في التوقيت ذاته، لأنّ المنتخبين الأميركي الجنوبي والأوروبي، المُشارِك للمرّة الأولى في النهائيات، سيتساويان بـ4 نقاط لكل منهما، وحينها سيدخل فارق الأهداف لتحديد المتأهّل بينهما.

وأجرى مدرّب نيجيريا الألماني غيرنوت روهر 3 تعديلات على التشكيلة التي خسرت المباراة الأولى أمام كرواتيا، فراهَن على موسى بعد أن أبقى مهاجم ليستر سيتي الإنكليزي المُعار لسسكا موسكو الروسي على مقاعد البدلاء في المباراة الأولى.

وتخلى المدرّب الألماني عن ثنائي الهجوم أوديون إيغهالو وأليكس ايووبي، وأشركَ موسى وكيليشي إيهياناتشو بدلاً منهما، كما زجّ
بـ كينيث أوميروو في الدفاع بدلاً من عبدالله شيهو.

وفي الجهة المقابلة، قرّر المدرّب الايسلندي هيمير هالغريمسون اعتماد تشكيلة 2-4-4 عوضاً عن 1-5-4 التي لعب بها ضد الأرجنتين، وزَجّ بالمهاجم العملاق يون بودفارسون بدلاً من إميل هالفريدسون، ليلعب إلى جانب ألفريد فينبوغاسون في خط المقدّمة.

كما أجرى تبديلاً اضطرارياً حيث حلّ روريك جيلاسون بدلاً من يوهان بيرغ غودموندسون، الذي تعرّض لإصابة في ربلة الساق خلال المباراة الأولى.
وبعد شوط أوّل عجز النيجيريّون خلاله عن التسديد على المرمى الايسلندي ولو لمرّة واحدة، مقابل بعض الفرَص للوافد الجديد إلى النهائيات، أبرزها ركلة حرّة لـ راغنار سيغوردسون (3) وتسديدة من حدود المنطقة لـ غيلفي سيغوردسون وأخرى لـ ألفريد فينبوغاسون في الثواني الأخيرة، ضربَ الأفارقة بقوّة في بداية الثاني.

وسجّل موسى هدفه الأوّل إثر هجمة مرتدة بعد تَوغّل من فيكتور موزيس من الجهة اليمنى قبل أن يعكس الكرة لزميله موسى، فسيطر عليها الأخير ثم أطلقها «على الطاير» في سقف شباك هانيس هالدورسون (49).

وكان النيجيريون قريبين من هدف ثان، لكنّ الحارس هالدورسون تألّق في صَدّ تسديدة صاروخية لـ ويلفريد نديدي (57)، ثم عاندهم الحظ بعدما ارتدّت محاولة لموسى من العارضة (74)، قبل أن يوجّهوا الضربة القاضية للاسكندنافيين بهدف ثان لموسى، الذي استلم الكرة على الجهة اليسرى وتوغّل ثم تلاعَب بالمدافعين والحارس قبل أن يسدّد في الشباك (75).

وهو الهدف الرابع في كأس العالم لموسى، بعد أن كان قد سجّل ثنائية بلاده في الخسارة ضد الأرجنتين (2-3) قبل 4 أعوام في الدور الأوّل أيضاً.

وأصبح المهاجم البالغ 26 عاماً أفضل هدّافي بلاده في النهائيات (تشارك للمرّة السادسة)، ووحدهما الغاني أسامواه جيان (6) والكاميروني روجيه ميلا (5) يتفوّقان عليه على لائحة أفضل الهدّافين الأفارقة في النهائيات العالمية.

وحصلت إيسلندا على فرصة العودة إلى أجواء اللقاء في الدقائق العشر الأخيرة، بعدما احتسبت لها ركلة جزاء إثر الاستعانة بتقنية المساعدة بالفيديو التي أكدت القرار الأوّلي للحكم، لكنّ سيغوردسون أطاح الكرة فوق العارضة (83).